ندوة في البلمند عن “العدالة الاجتماعية في فكر الامام الصدر”
نظم “مركز الدراسات المسيحية – الإسلامية” في جامعة البلمند، بالتعاون مع “المركز اللبناني للعدالة”، ندوة عن “العدالة الاجتماعية في فكر الإمام موسى الصدر”، لمناسبة اليوم العالمي للعدالة الاجتماعية، في مبنى نهيان بجامعة البلمند في الكورة.
حضر الندوة مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام، مطران طرابلس والكورة وتوابعهما للروم الأرثوذكس افرام كرياكوس، الاب انطوان مخايل ممثلا المطران يوسف سويف، قائمقام بشري السيدة ربى شفشق، نقيبة محامي طرابلس ماري تيريز القوال، نائب رئيس “المجلس الوطني للاعلام” ابراهيم عوض، وعدد من عمداء كليات الجامعة، وقدمت المحاضرين الطالبة في كلية القديس يوحنا الدمشقي ماري شلهوب.
وكانت ضيفة الشرف في الندوة الدكتورة السيدة رباب الصدر قد وصلت الى طرابلس يرافقها نجلها الدكتور رائد شرف الدين، حيث كان في استقبالها وفد من “المركز اللبناني للعدالة” ترأسته رئيسة المركز الدكتورة عائشة فتحي يكن، وضم : الاميرال نزيه بارودي، الدكتور محمد علم الدين، المهندس عبد المجيد حداد، الدكتورة غادة صبيح، المهندس فادي عبيد، الشيخ فراس بلوط ، الأستاذة يشار خياط والاستاذة شدا قصاب. وقد رافق الوفد السيدة الصدر في جولة على المرجعيات الروحية استهلت بزيارة المفتي الشيخ محمد إمام في دار الفتوى بطرابلس، ثم نقابة المحامين، وبعدها الى دارة المفتي السابق الشيخ الدكتور مالك الشعار، واختتم الاستقبال بحفل غداء على شرف الصدر.
يكن
النشيد الوطني اللبناني ونشيد الجامعة بداية، ثم كانت كلمة لرئيسة المركز أشارت فيها الى ان “اليوم العالمي للعدالة يأتي في خضم أزمة نالت من كرامة الإنسان وسلامته وأمنه، وجعلته يندفع في عرض البحار بحثاَ عن العدالة المفقودة”، متطرقة الى “أسباب الهجرة غير النظامية”.
وبعد عرض مسار التنظير للعدالة الاجتماعية عبر التاريخ، أكدت يكن أن “الأنظمة السياسية كرست التفاوت الطبقي”، منوهة بـ “إدراك الإمام الصدر لأهمية العدالة الاجتماعية في ترسيخ الشعور بالمواطنية، وهو المؤمن بأن حل المشكلات البشرية لا يمكن أن يكون إلا بالحوار”.
الحلبي
اما مدير مركز الدراسات الإسلامية المسيحية في الجامعة الدكتور الياس الحلبي فقد عرض تاريخ تأسيس المركز، مشيراً إلى “رسالته في الحد من تأثير الدوغمائية والاصولية، والإيمان بالحرية المسؤولة والمثل العليا للمجتمع الديموقراطي”.
وأشار إلى أن “شد أواصر التعاون بين المسيحية والاسلام ليس موضوعا اكاديميا بحتا بل نتيجة طبيعية للتفاعل الحضاري بين الديانتين انطلاقا من روحيتهما”.
ولفت إلى أن “لبنان هو الموطن المختار للحوار الإسلامي – المسيحي”، مشيرا إلى “أهمية الإمام الصدر كرائد للحوار ليس على مستوى لبنان فقط، بل كانت له مساهمات كبرى في إرساء هذا الحوار على الصعيد العالمي”.
الصدر
اما السيدة رباب الصدر، فأشارت في كلمتها الى ان “الإمام ينطلق في رؤيته للعدالة من الينبوع القرآني”، معتبرا ان “العدالة هي مفتاح تطوير المجتمع”. وإذ أشارت الى ان “الصدر يعتبر تطبيق العدالة منوطا بالكائن البشري”، فقد لفتت الى ان “ذلك يندرج ضمن الرسالة الإلهية للانسان، التي ترتكز على ثلاثة أسس: الضمير والأنبياء والقضاء، الذي هو حارس الرسالة الإلهية وحافظ النظام الكوني”.
وفي ختام كلامها ذكرت السيدة الصدر بـ “قضية تغييب الإمام الصدر وغياب العدالة فيها”.
جرجي
اما استاذ اللاهوت العقائدي في الجامعة المتقدم في الكهنة الأب برفيريوس جَرجي، فقد شدد على البعد الديني في مسألة العدالة، مؤكدا أن “الدعوة إلى تحقيق العدالة الاجتماعية تتصدر أسفار الإنجيل”.
ولفت إلى أن “آباء الكنيسة وقديسيها ينبذون تراكم الثروة وكل ارتزاق يتمحور نحو الأنا”، مشددا على أن “السيد المسيح كان صارما في إدانته حب الغنى والجنوح الى الشر”، مشددا على أن “مشكلة الملكية الخاصة انها تتسلط على الإنسان وتستحوذ عليه، وأكد جرجي المحبة كمطلب أول لتحقيق العدالة، وهي معراج الى رفعة الإنسان وحرية الحقيقة”.
الشعار
أما مفتي طرابلس والشمال السابق الشيخ الدكتور مالك الشعار فقد أشار إلى “مركزية مفهوم العدالة في الإسلام، وانه اطار جامع يشمل نواحي الحياة كافة، ولا يقتصر على قاعات المحاكم”.
وشدد على أن “هذا المفهوم مقدم في فكر الإمام الصدر على ما عداه”، مستشهدا بأقوال له في العدل والعدالة الاجتماعية الشاملة. وأكد أن “الحديث عن العدالة الاجتماعية في الإسلام أشمل واعمق من أن يختصر في كتاب او مؤلف، لأنه منهج حياة”. وبعد إشادته بمناقبية الإمام الصدر، أكد الشعار انه كان مدركا “أهمية لبنان الكبير في رسالته ومعناه”.
وختم مشددا على “حاجة لبنان لقيادات رشيدة لا تحركها جهات خارجية او مشبوهة، قيادات وطنية ولاؤها وانتماؤها للبنان، ولسان حالها يردذ: لبنان أولا”.
دروع
قدم المركز اللبناني للعدالة في الختام، درعا تكريمية للسيدة الصدر تقديرا لمسيرتها وعطاءاتها.
ثم سلم مفتي طرابلس والشمال الشيخ محمد امام الأب برفيريَوس جَرجي، باسم المركز، درعا تقديرية، كما سلم المطران افرام كرياكوس الشعار درعا أخرى، في حين سلم الدكتور جورج بحر الدكتور الياس حلبي درعا باسم “المركز اللبناني للعدالة”.