
حسين زلغوط
خاص موقع “رأي سياسي”:
ربما تكون الأيام التي تفصلنا عن الخامس من تشرين الثاني موعد إجراء الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية من أصعب ايام الحرب التي تشنها إسرائيل على لبنان، حيث تشير كل التقديرات أن رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو بات ينتظر الآن من سيفوز في هذه الانتخابات وبالتالي فإنه سيمضي قدما في هذه الحرب، لا بل إنه من المتوقع أن يأخذ قرارا بتصعيد هذه الحرب طيلة هذه المدة وهو لن يعطي أدنى إهتمام لأي مسعى دبلوماسي لا بل إنه يسعى لرفع سقف شروطه التفاوضية لنسف أي حراك يرمي لوقف هذه الحرب التي لن تكون سهلة على كيانه الذي يصاب يوميا بالخسائر البشرية والمادية، وهو ما لم تعتاد عليه إسرائيل منذ اغتصاب فلسطين إلى اليوم، حيث أن مُدناً ومناطق وقواعد عسكرية كان يظن الإسرائيلي أن المس بها من المحرمات تقصف يوميا من قبل المقاومة ويلحق بها الخسائر المادية والبشرية.
من هنا فإن زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين إلى تل أبيب لم تكن افضل من الزيارات السابقة حيث لم تحقق أي تقدم، لا بل إن ما أعلن في اسرائيل يوحي بما لا يدعو إلى الشك بأن نتنياهو وحكومته يأخذون القرار مسبقا في المضي قدما في هذه الحرب التي هي الآن ما تزال من دون أفق إذ لم تحقق فيها تل أبيب أي هدف من أهدافها المعلنة، وان ما نشهده من حفلة جنون تدميرية يومية بحق المباني والمنازل في المدن والقرى اللبنانية ما هو إلا ردة فعل مجرمة نتيجة الفشل في تحقيق التقدم الميداني، حيث أن جيش العدو وبعد مضي أكثر من شهر ونيف لم يستطع الإعلان عن السيطرة على قرية واحدة بكاملها حتى تلك الموجود على تخوم الحدود مع فلسطين المحتلة.
وتتوقع مصادر وزارية لموقع “رأي سياسي” أن نكون مع قابل الأيام وبالتوازي مع الحراك المتوقع من أكثر من دولة تجاه لبنان، أمام موجة من التصعيد الإسرائيلي العسكري والدبلوماسي حيث تسعى حكومة نتنياهو إلى تحقيق مكاسب سياسية على وقع حملات التدمير، وهو ما لن ينصاع إليه لبنان الذي أبلغ العالم كله بأنه ملتزم بتنفيذ القرار 1701 لكنه يرفض بالمطلق أي تعديل في أي بند من بنوده، وهذا الأمر تبلغه هوكشتاين خلال زيارته الأخيرة إلى لبنان، وحمله معه الرئيس نجيب ميقاتي إلى فرنسا وبريطانيا خلال زيارته لهما.
وتقول المصادر أن انتظار الانتخابات الرئاسية في الولايات المتحدة الأمريكية لحصول شيء بعد الخامس من الشهر المقبل مباشرة، هو كمن يركض وراء سراب في صحراء، فهناك ثلاثة أشهر إضافية لكي يتسلم فيها الرئيس الذي سيفوز، كما أن تشكيل الإدارة الجديدة يلزمها بعض الوقت، وهذا يعني أن انتهاء الانتخابات الرئاسية في أميركا لا يعني اقتراب معرفة الخيط الابيض من الخيط الأسود على مستوى الحرب على لبنان، لا بل إن هذا الأمر يحتاج إلى بضعة أشهر، الا في حال طرأ شيء ما في الميدان فرض تغيير الواقع من حال الى حال.
من هنا فإن المصادر ترسم صورة ضبابية في المشهد الحالي، وهي غير متفائلة في حدوث أي متغير عن الطريق الدبلوماسي، فنتنياهو الذي يتصرف وكأنه المنتصر في غزة ولبنان لن يكون في وارد التخفيف من شروطه لوقف إطلاق النار، لا بل إنه ذاهب الى المزيد من التصلب والإجرام ضاربا بعرض الحائط كل المواثيق والقرارات الدولية، متفلتاً من أي ضوابط خصوصا وأن مندوب اسرائيل في الأمم المتحدة أقدم على مرأى ومسمع العالم في قاعة الاجتماعات في مقر الأمم المتحدة في نيويورك بتمزيق ميثاق الأمم المتحدة معلنا أن بلاده غير معنية به، من دون أن يحرك العالم ساكناً، وهو ما شجع تل أبيب على المضي في حربها الإجرامية في غزة ولبنان.