حسين زلغوط
خاص ـ “موقع رأي سياسي”:
دخلت الحرب الإسرائيلية على لبنان مفترقا خطيرا، حيث تحبس الأنفاس بانتظار ما ستسفر عنه زيارة الموفد الأميركي آموس هوكشتاين اليوم إلى لبنان ومن ثم إلى إسرائيل.
وعلى الرغم من ضخ بعض المعلومات التفاؤلية حول إمكانية التوصل إلى اتفاق تتوقف بموجبه هذه الحرب، فإن السلوك السياسي والعسكري للعدو الإسرائيلي في اليومين الماضيين لجهة ارتفاع منسوب العدوان على مساحة كبيرة من لبنان، واستهداف قلب بيروت لا يبشر بالخير، وهو يبعث على الاعتقاد بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يريد أن تحصل عملية التفاوض تحت ضغط القصف، وهو بذلك يكرر الإسلوب نفسه الذي اعتمده حيال عمليات التفاوض التي جرت على مدى أشهر بغية التوصل إلى هدنة تمهد لوقف الحرب على غزة، حيث كان يوافق على مقترحات معينة في النهار وسرعان ما ينقلب على ما وافق عليه قبل غياب الشمس.
ويبدو أن نتنياهو الذي يتصرف كالقط المحاصر في الزاوية يحاول الهروب مما ينتظره من تحقيقات ومحاكمات حول أكثر من ملف داخلي باتجاه الإصرار على مواصلة الحرب على جبهتي لبنان وغزة مستفيدا من الوقت الضائع في الولايات المتحدة الأمريكية حتى العشرين من شهر كانون الثاني موعد تنصيب الرئيس المنتخب دونالد ترامب، حيث يظهر أن نتنياهو يريد أن تكون موافقته على إنهاء الحرب بمثابة هدية يقدمها للرئيس الأميركي الجديد.
وتؤكد مصادر وزارية في هذا السياق لموقع “رأي سياسي” أن الكرة الآن في الملعب الإسرائيلي بعد أن أبدى لبنان ملاحظاته على المقترح الأميركي بشكل إيجابي، معربة عن خوفها من أن يلجأ نتنياهو الذى على ما يبدو يتجه لسلوك إسلوب التفاوض تحت النار إلى زرع الألغام في بنود هذا الإقتراح بعد أن أصبحت طريقه سالكة لبنانيًا.
وفي رأي المصادر أن جولة الموفد الأميركي هذه المرة ستكون مفصلية، فإما نذهب الى إتفاق يوقف هذه الحرب، أو نكون أمام حرب حامية الوطيس، سيما وأن معادلة بيروت مقابل تل أبيب دخلت أمس مسرح المواجهة، وهذا الأمر ستكون أكلافه باهظة على العدو الإسرائيلي وليس على لبنان وحده، معتبرة أن ما تعرض له قلب تل أبيب من قصف بواسطة صواريخ يستخدمها “حزب الله” للمرة الأولى في الحرب، ربما تحمل حكومة العدو على إعادة حساباتها والتفكير مليا قبل أن توسع إطار حربها باتجاه العاصمة بيروت.
من هنا فإن المصادر تعتبر أننا وصلنا إلى مرحلة يمكن تشبيهها “بحك الركب”، وأن هناك مسؤولية كبيرة على المجتمع الدولي للمبادرة إلى الضغط على إسرائيل ومنعها من الإستمرار في عدوانها، وكذلك في الإستمرار في المناورة لكسب الوقت لغاية في نفس نتنياهو الذي يضع نصب عينيه تنصيب نفسه ملكا على إسرائيل، وأنه المنقذ بعد أن كان على وشك المحاكمة والدخول إلى السجن وإنهاء حياته السياسية.
وتكشف المصادر أن رئيس مجلس النواب نبيه بري أبقى في الساعات الماضية هاتفه مفتوحا مع هوكشتاين، وهو أبدى له وجهة نظر لبنان الحاسمة والنهائية تجاه المقترح الأميركي المؤلف من خمسة اوراق “فولسكاب”، منتظرا وصوله إلى بيروت للكلام حولها وجها لوجه، من دون استبعاد أن يكون اللقاء ثلاثيا بحضور رئيس حكومة تصريف الأعمال نجيب ميقاتي، من باب التأكيد على وحدة الموقف اللبناني مما هو مطروح على بساط البحث.
ولم تستبعد المصادر التي تتخوف من الشياطين التي تكمن في التفاصيل، من أن يصبح الإتفاق موضع التنفيذ في غضون أيام قليلة، في حال عبر هذا الإتفاق في تل أبيب، بعد أن أصبحت طريقه سالكة لبنانيًا.
وتختم المصادر إلى القول أننا أمام أسبوع الحسم فإما نكون أمام اتفاق يضع حدا لهذه الحرب، وإما يضيّع نتنياهو هذه الفرصة ونذهب باتجاه حرب استنزاف طويلة تكون نهايتها من علم الغيب.