أبرزرأي

نتنياهو، ما بين صواريخ الحوثيين وضرب إيران

كتب فارس الحباشنة في صحيفة الدستور.

إسرائيل ردت على الغارة الصاروخية اليمنية على مطار بن غوريون.
الصاروخ اليمني، وهو ينتمي إلى أجيال تقنية متقدمة، ويتفوق على قدرات الدفاعات والمضادات الصاروخية الأمريكية والإسرائيلية. والصاروخ اليمني، لربما جاء في توقيت مفرط في الحساسية سياسيا. وحيث يُنتظر انطلاق الجولة الرابعة من المفاوضات الإيرانية/ الأمريكية في مسقط. ما بعد الصاروخ اليمني، انضم نتنياهو إلى الحرب الأمريكية والبريطانية على اليمن. وقام الطيران الإسرائيلي بتنفيذ سلسلة هجمات على منشآت مدنية وموانئ ومحطات كهرباء، وبنى تحتية.
والطيران الأمريكي منذ شهرين يقصف اليمن. والعدوان الأمريكي لم يؤثر على قدرة اليمن الاستراتيجية في إغلاق البحر الأحمر، وفرض واقع يمني جديد في البحر الأحمر.
وبالتأكيد من وراء القصف الأمريكي على اليمن، أهداف عسكرية واستراتيجية، لتثني اليمن وتُجبره على التراجع عن السيطرة على البحر الأحمر وحركة التجارة.
حوثيو اليمن، ربطوا من بداية «طوفان الأقصى» وقف إطلاق النار على غزة برفع القيود وتحرير حركة التجارة في البحر الأحمر.
العدوان الأمريكي والإسرائيلي على اليمن متوحش، ولكن، من زاوية عسكرية، لربما أن ما حققته الغارات العسكرية الإسرائيلية بإسناد ودعم أمريكي ضد لبنان، لا ينسحب على اليمن، ولا ينجح في تحقيق ذات الأهداف عسكريا واستراتيجيا.
وفي لبنان، نجحت إسرائيل في إخماد جبهة إسناد غزة، ونجحت في تصفية قيادات المقاومة وحزب الله، وضرب بيئة المقاومة وحواضنها الاجتماعية والشعبية والعسكرية في لبنان.
في واشنطن، ما زالت الحرب على اليمن تواجه انتقادا من عسكريين وقيادات استخباراتية، واعترافات رسمية أمريكية أن الجيش والمخابرات الأمريكية غير قادرين حتى اللحظة على تحقيق بنك لأهداف «حرب اليمن».
هي خصوصية يمنية تاريخية وجغرافية.. وكما أن اليمنيين يلتحمون خلف القيادة السياسية. وفي اليمن، منذ بداية حرب غزة، شبه قرار إجماع شعبي وسياسي على إسناد غزة.
في كل الحسابات الاستراتيجية والسياسية والعسكرية الإسرائيلية والأمريكية، فإن الضربات الجوية لن تفرض على اليمن تغيير وتبديل موقفه ودوره في إسناد غزة، ولن تصيب قدرة اليمن بالردع العسكري.
اليمن يترجم «معادلة متقدمة» عسكريا في الحرب مع إسرائيل. الصاروخ اليمني الذي دك مطار بن غوريون، لربما كان مفاجأة كبرى على رأس نتنياهو.
وصواريخ أخرى وصلت إلى حيفا وتل أبيب وعكا، ومفاعل ديمونا. في كل التقديرات العسكرية والسياسية، وأنا لا أميل وأرفض كل المواقف السياسية والإعلامية التي تقلل وتستخف بالمقاومات العربية من اليمن إلى لبنان.
وما يفعله التصعيد اليمني العسكري من ضغط في الداخل الإسرائيلي، وإثارة الرعب في المجتمع الإسرائيلي، وإحياء سيناريوهات حرب الصواريخ والمسيرات على المدن الإسرائيلية، فقد يكون ضاغطا باتجاه وقف إطلاق النار على غزة، بعدما فشلت كل مبادرات إنهاء الحرب بالتفاوض والطرق السلمية. ما بعد التصعيد الإسرائيلي على اليمن، إلى أين سوف يذهب نتنياهو؟ وهل سوف ينفذ تهديداته بضرب إيران؟ وهل سيكون الطرف الثالث على طاولة مفاوضات النووي بين إيران وأمريكا في مسقط؟ نتنياهو يخطط لاستدراج واشنطن إلى حرب كبرى في الإقليم، وضرب إيران. المفاوضات الأمريكية/ الإيرانية، ما كانت لتُعقد لو لم تكن لتنجح، قالها دبلوماسي أمريكي. فما هو رهان نتنياهو إذن؟ وهل سوف ينجح في انزلاق أمريكا نحو حرب كبرى؟ ترامب عبّر عن عدم رغبته في سيناريو الحرب ضد إيران، وإنهاء النزاع مع إيران بالتفاوض السلمي.
الحرب على إيران في المنظور الأمريكي بلا شك أنها تختلف عن إسرائيل. وحيث إن الحرب على إيران تعني أمريكيا، جر الإقليم إلى حرب كبرى أولا، وتعرض القواعد والأهداف العسكرية الأمريكية إلى الخطر، وتهديدات اقتصادية وتجارية، وتحديدا في سوق الطاقة وحروبها الناعمة، ما يجعل سيناريو الحرب على إيران مستبعدا، وإن رغب وطمع نتنياهو!

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى