صدى المجتمع

نتائج واعدة لعلاج جيني جديد لإدمان تناول الكحول.

في تجربة على القرود، أظهِر علاج جيني جديد نتائج واعدة في الحد من مشكلة الإدمان على الكحول.

وبالنسبة للأشخاص الذين يعانون من اضطراب شديد في تعاطي الكحول، يمكن أن تؤدي تجربة العلاج الجيني الجديدة الى فعالية تضمن إعادة التوازن الكيميائي لمنطقة الدماغ المرتبطة بالإدمان.

ويقول الدكتور تاكر وودز المدير الطبي المساعد لمركز «لينوكس هيلث غرينتش» في مدينة نيويورك الذي لم يشارك في الدراسة «مع الكحول وحده، هناك عمومًا أكثر من 100 ألف حالة وفاة (في الولايات المتحدة) سنويًا…. لذلك إذا نجح هذا في البشر، فمن المحتمل أن يغير قواعد اللعبة». وذلك وفق ما نشر موقع «ميديكال إكسبرس» الطبي المتخصص.

وخلال التجربة الجديدة، قام فريق من جامعة أوريغون للصحة والعلوم (OHSU) في بورتلاند، باختبار شكل من أشكال العلاج الجيني المستخدم لعلاج مرض باركنسون، بهدف إعادة ضبط مسارات مكافأة الدوبامين في القرود بعد أن شربت الكحول طوعًا وبكثافة. فأدخل العلماء جينًا يسمى عامل التغذية العصبية المشتق من الخلايا الدبقية (GDNF) في منطقة الدماغ حيث يوجد الدوبامين في أربعة من القرود، عبر نوع من جراحة الدماغ تسمى بضع القحف؛ إذ يحفز GDNF نمو الخلايا. فاكتشف العلماء أن الجين يعيد ضبط مسارات المكافأة الدماغية لدى القرود بشكل فعال.

وبالمقارنة مع المجموعة الضابطة، انخفض استهلاك الكحول لدى القرود التي خضعت لهذا الإجراء بنسبة تزيد على 90%.

ومن أجل المزيد من التوضيح، قالت الدكتورة كاثلين غرانت المؤلفة المشاركة في الدراسة (التي نشرت هذا الشهر بمجلة نيتشر العلمية) الأستاذة رئيسة قسم علم الأعصاب بجامعة هارفارد «هناك مشكلة كبيرة في علاج اضطراب تعاطي الكحول؛ وهي العودة إلى الشرب بعد الامتناع؛ وهذا حقًا ما أردنا معالجته». وأضافت «إنه أول دليل على القرود يثبت أن هذه الزيادة النشطة في الدوبامين يمكن في الواقع أن تخفض مستويات الشرب إلى ما يقرب من الصفر. لذا، فإننا نستنتج أن هذا ربما يكون هدفًا قابلاً للتطبيق حقًا».

وأشارت غرانت إلى أن خيار العلاج هذا سيكون مخصصًا لحالات إدمان الكحول الخطيرة بشكل خاص. مبينة «هذا علاج لا رجعة فيه. لذلك، سيكون مناسبًا فقط في الحالات الشديدة التي أظهرت بالفعل أن الطرق العلاجية الأخرى غير فعالة في حالة الإدمان المزمن».

وفي هذا الاطار، أظهرت إحدى الدراسات أن الوفيات المرتبطة بالكحول هي رابع سبب للوفاة يمكن الوقاية منه في الولايات المتحدة.

من جانبها، تشير المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها إلى مشاكل خطيرة في القلب والكبد والدم والجهاز الهضمي وزيادة خطر الإصابة بأنواع عديدة من السرطان وضعف جهاز المناعة ومشاكل في التعلم والذاكرة ومشاكل في الصحة العقلية ومشاكل اجتماعية وقضايا أخرى وراء الإدمان على الحكول.

وتأمل غرانت أنه بعد المزيد من جولات الاختبارات، ستؤدي دراسة فريقها في النهاية إلى علاج جديد وفعال للإدمان الشديد على الكحول، وربما لأنواع أخرى من الإدمان. منوهة بأنه مع ذلك «نريد أن نكون حذرين للغاية في المبالغة بتقدير أو تعميم أنواع الإدمان الأخرى. إذ يجب أن تتم دراستها بعناية».

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى