رأي

“ناشونال إنترست”: هل سيؤدي إنذار بوتين بشأن أوكرانيا إلى الحرب؟

قالت مجلة “ناشونال إنترست” (The National Interest) الأميركية إن المطالب الأمنية التي صاغتها روسيا بشأن أوكرانيا من خلال مسودتي اتفاق مع كل من الولايات المتحدة وحلف شمال الأطلسي (ناتو) مقلقة، خاصة في أسلوب صياغتها الذي يجعلها نوعا من “الإنذار النهائي” تتوقع موسكو أن يرفضه الغرب بالكامل، وسيشكل ذلك ذريعة لها لعمل عسكري أو مزيد من التصعيد في المستقبل.

وقد نشر الكرملين مسودة مطالبه الأمنية التي قُدّمت لمسؤولي الحلف والولايات المتحدة في وقت سابق من هذا الأسبوع، وتتضمن المطالبة بتنازلات وضمانات كبيرة ممن وصفهم نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بـ”الغرب مجتمعين”.

وتحدد الوثيقة المقدمة اتفاقيتين قانونيتين متميزتين، واحدة بين الولايات المتحدة وروسيا، والأخرى بين الناتو وروسيا. وتطالب الاتفاقية الأولى واشنطن باستبعاد التوسع شرقا لحلف الناتو، ورفض القبول المستقبلي في الحلف لأي دولة كانت سابقا ضمن الاتحاد السوفياتي المنهار.

أما الاتفاقية مع حلف الناتو فتضمّ نقاطا مشابهة لكنها صيغت بأسلوب مختلف قليلا، فورد فيها مثلا أن “المشاركين من الدول الأعضاء في منظمة حلف شمال الأطلسي يتحملون مسؤولية استبعاد أي توسع إضافي للحلف، بما في ذلك إلى أوكرانيا ودول أخرى”.

وتحظر مسودة الاتفاقيتين نشر أي أسلحة، وإنشاء أي قواعد عسكرية أجنبية -سواء كانت غربية أو روسية- في أوكرانيا وفي دول الاتحاد السوفياتي السابق، كما تمنع نشر قوات إضافية لحلف الناتو خارج الأراضي التي كان فيها قبل توسيع الحلف شرقا في مايو/أيار 1997، إلا في ظروف استثنائية وبشرط موافقة الجانبين على ذلك.

وقال ريابكوف تعليقا على الوثيقة المقدمة “موقفنا هو أننا بحاجة إلى إزالة كل هذا والعودة إلى وضع 1997.. لقد طفح الكيل”، وتدعو مسودة الاتفاق مع الناتو الموقعين إلى التأكيد أنهم لا يرون بعضهم بعضا “خصوما”، وهو المصطلح ذاته الذي استخدمه في السابق ريابكوف وغيره من كبار المسؤولين الروس لوصف الولايات المتحدة.

وقد أوضح الجانب الروسي أن الكرملين يرفض أي نوع من النهج “التجزيئي” للمفاوضات الحالية، فعلّق ريابكوف قائلا “هذه ليست قائمة طعام.. لم تتم صياغة كلا النصين كقائمة يمكن اختيار هذا الشيء منها أو ذاك؛ النصان يعززان بعضهما ويجب تقييمهما بالمجمل، وقد تناولا جوانب مختلفة من الوضع المقلق في أوروبا ومنطقة المحيط الأطلسي وأوراسيا. إننا نرى أن هذا النهج المتكامل والشامل تجاه المشاكل في مجال الأمن أمر مهم، ويجب الحفاظ على الطبيعة المتكاملة والشاملة للضمانات الأمنية للاتحاد الروسي”.

وأكد الأمين العام للناتو، ينس ستولتنبرغ، أن الحلف تلقى مسودة الاقتراح، مشيرا إلى أن أي حوار مع موسكو “سيحتاج أيضا إلى معالجة مخاوف الناتو بشأن تصرفات روسيا، وأن يستند إلى المبادئ والوثائق الأساسية للأمن الأوروبي، ويكون بالتشاور مع شركاء الناتو الأوروبيين مثل أوكرانيا”.

ورفض ستولتنبرغ مطالبة روسيا رسميا بإلغاء إعلان للناتو عام 2008 يشير إلى أن أوكرانيا ستصبح في نهاية المطاف عضوا في الحلف، كما أشار كل من الناتو والاتحاد الأوروبي سابقا إلى أنهما لن يقبلا أي حظر قانوني لحق أوكرانيا في السعي للحصول على عضوية الحلف.

من جهته، قال مسؤول كبير في البيت الأبيض إن مطالب الكرملين المعلنة “غير مقبولة” وإن موسكو “تعلم ذلك”، مضيفا أنه “غير مفيد” إجراء مفاوضات علنية بهذا الخصوص. ويتوقع أن تعلق إدارة الرئيس جو بايدن رسميا على المقترحات الروسية الأسبوع المقبل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى