مُصالحة باسيل وفرنجية بأهداف «أبعد من الإنتخابات والرئاسة» .. التنسيق لأكثريّة نيابيّة تقوم بالإصلاحات
لا يزال موضوع المصالحة المسيحية حديث الساعة، منذ الإعلان عن الإفطار الذي دعا إليه الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله حليفيه رئيس «المردة» سليمان فرنجية ورئيس «التيار الوطني الحر» جبران باسيل، اذ تكثر التفسيرات لأهداف اللقاء بين الحليفين اللدودين، بالرغم من توضيح باسيل، وحديث فرنجية امام وفد «مردي» عن اعتبارات ودوافع هذا الإجتماع، إلا ان كل ما قيل ويقال يبقى تفصيلا بسيطا في ما يعطى من أهمية لهذا اللقاء، الذي أتى ليضع حدا لمرحلة طويلة من الخصومة السياسية بين زغرتا وميرنا الشالوحي.
ما حصل ليس معزولا عن الأحداث السياسية وما يجري على الساحة، لإعادة تنظيم صفوف الحلفاء، لأسباب واعتبارات كثيرة تتجاوز الاستحقاقات بشقّيها الإنتخابي والرئاسي، وتحضيرا لمرحلة ما بعد الإنتخابات، خصوصا ان حزب الله واثق من الفوز بالأكثرية في البرلمان المقبل، والعودة إلى المؤسسات الدستورية، مما يفترض الجهوزية لمواجهة المرحلة وعدم تكرار الاخطاء السياسية.
توقيت اللقاء، قد يكون الأهم على أبواب الدخول في العد العكسي الأخير الفاصل عن موعد الإنتخابات، ومن دون شك فان حزب الله انتظر الإنتهاء من إعلان اللوائح التي فشل في توحيدها بين حليفيه، وبالتالي فان تدخله اليوم يأتي من اجل تقليل الخسائر والأضرار وضبط مسار المواجهة بين حليفيه، وبحسب المتابعين فان لقاء المصالحة بين باسيل وفرنجية على مائدة السيد نصرالله يأتي في اطار المسعى الذي يقوم به لتجميع القوى المسيحية وتهدئة الخلافات بين «المردة» و «التيار»، خصوصا ان المواجهة محتدمة بينهما في العديد من الدوائر المشتركة وفي الشمال الثالثة، وبالتالي فان تدخل حزب الله يأتي بعد ان اتضحت مسار الانتخابات في دائرة الشمال، وصارت معالم المعركة واضحة بحصول «التيار» على حاصل انتخابي واكثر، و»المردة» على ثلاثة حواصل بمواجهة لائحة «القوات»، وضد تفاهم حرب ومعوض.
افطار حزب الله، من شأنه ان يساهم بتحسين العلاقة بين الطرفين، وضبط مسار المعركة المحتدمة، لكنه كما تؤكد مصادر سياسية، أكثر بكثير من حلف إنتخابي، لأن الطرفين ذاهبان الى مواجهة، وحزب الله لم يعرض على المتصالحين بالأساس التوحد في الإنتخابات.
يرى كثيرون أيضا، ان المصالحة سوف تترك تداعيات وتؤثر بشكل سلبي على وضعية «القوات» انتخابيا، لأن الحملات الانتخابية ستخف حدتها بين «المردة» و»التيار»، وستركز ماكينات الطرفين على «القوات»، حيث ستكون المواجهة قاسية بين حزب الله و «القوات» في الدوائر المشتركة بينها وبين «التيار»، حيث يمكن لصوت حزب الله ان يكون مؤثرا.
من دون شك، فان اللقاء سيخلق حالة توازن بين قوى ٨ آذار الموحدة، وان كانت تخوض الانتخابات على لوائح منفصلة، وبين «القوات» و»القوى السيادية» او فريق 14 آذار من جهة ثانية، خصوصا ان المصالحة تتزامن مع عودة الديبلوماسية السعودية، وفي اطار ما يتردد عن خطة المملكة لإعادة تفعيل حضورها، وعدم ترك ساحات المنطقة «فالتة»، ودورها في إعادة التوازن، وان كانت المملكة لا تنوي التدخل مباشرة في استحقاق 15 أيار، الا ان عودة الديبلوماسية تعطي زخما ل «القوات» بعد تأزم علاقتها مع «تيار المستقبل» في دوائر بعلبك- الهرمل والبقاع الغربي وزحلة وعكار.
لقاء السيد نصرالله – باسيل – فرنجية محطة مفصلية أبعد من حلف إنتخابات بنظر كثيرين، ستظهر مفاعيله مع الأيام، لكن المؤكد ان التنسيق سيكون مستمرا وقائما من اجل تشكيل أكثرية نيابية تقوم بالإصلاحات ومكافحة الفساد وتحقيق ما عجزت الأكثرية الماضية عن تحقيقه.