رأي

ميناء مبارك الكبير… «سنغافورة كويتية»

كتب كامل عبدالله الحرمي في صحيفة الراي.

ميناء مبارك الكبير، اسم ليس على مسمى وحسب، بل سيكون سارية الكويت التجارية إلى العالم.

مشروع الميناء الذي تبلغ مساحته 863 كيلومتراً مربعاً يتجاوز جزيرة سنغافورة بـ130 كيلومتراً مربعاً، سيكون الأكبر في منطقة الشرق الأوسط، حيث يقع في «بوبيان» أكبر الجزر التسع الكويتية.
و يهدف هذا المشروع إلى تطوير محطة نقل تجاري بحري رئيسية في الخليج العربي، ومع تنفيذه ستتحول جزيرة بوبيان إلى مدينة صناعية وسكانية مستقلة تعتمد على ذاتها في البنية التحتية والخدمات.

ويعتبر هذا المشروع إستراتيجياً بعيد المدى، ويجب على الجميع التكاتف لاستكمال تنفيذه في أسرع وقت ممكن، حتى في حال تجاوزت التكاليف المقررة المليار دينار، لأن الأهمية تكمن في إتمامه كمشروع إستراتيجي رائد. وقد يتم توسيع نطاق المشروع ليشمل الجزر الأخرى، مما يمثل استغلالاً مميزاً للموارد البحرية بدلاً من الاعتماد على الأراضي اليابسة.

الميناء المقرر بناؤه في شرق جزيرة بوبيان في شمال الكويت المترامية الأطراف يدل على أن هناك إمكانية لبناء مدن سكنية وصناعية تنافس العاصمة، لذا الأمر ملح لإكمال بناء الميناء بأسرع وقت ممكن وتجنب التأخير. ولعل منح الصين وشركاتها فرصة لبناء هذا المشروع قد يكون خطوة إيجابية، وينبغي أن يتم تسليم المشروع بكامل بنيته التحتية ومحطات توليد الكهرباء والماء، وينبغي أن يكون هذا المشروع بداية لتحول صناعي واعد دون عوائق واستعداد مالي لتمويل مشاريع تعود بالفائدة الحقيقية. ومن شأن هذا المشروع تسريع الحركة التجارية مع الدول المجاورة من خلال موقع الكويت الإستراتيجي في قلب الخليج، والتوسع للخروج إلى الموانئ الآسيوية كما كان في الماضي.

ينبغي التركيز على ميناء مبارك الكبير بين الدوحة والشويخ والشعيبة، والذي بدأ التفكير به منذ أكثر من 13 عاماً، وينبغي أن يحتل مكانة رائدة في بنائه وتكميله، وقد تنضم موانئ أخرى مثل الفاو إلى جهودنا، ما قد يؤدي إلى التعاون التجاري وزيادة الحركة التجارية مع العالم. يجب علينا أن نبدأ التنفيذ فوراً وأن نتحمل المسؤولية لإتمام هذا المشروع الضخم ليكون بداية لمشاريع مقبلة، بعد أن تأخرت الكويت في إنجاز المشاريع، وعلى الحكومة تفعيل مشروعات إستراتيجية لإحياء الاقتصاد الوطني، وميناء مبارك الكبير هو البداية لخلق فرص عمل وبناء مدن بحرية في الجزر الكويتية المهملة.

قد نستطيع خلق «سنغافورة كويتية»، وهذا أمل وتطلع يمكن تحقيقه بجدية وتكاتف جهود الجميع.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى