ميقاتي إلى السعودية الأسبوع المقبل ليعتمر… دون دعوة رسمية ولا لقاءات حتى الساعة
قالت مصادر مواكبة لعودة السفير السعودي وليد البخاري عن قرب لصحيفة “نداء الوطن” إن دعوة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الى السعودية غير واردة في الوقت الحاضر لألف سبب وسبب، والمرجح ان تكون الزيارة إن حصلت من جهة ميقاتي، لاداء العمرة والمشاركة في صلاة العيد التي يتشارك بأدائها عادة كبار زوار المملكة من دون حصول لقاءات جانبية ذات طابع سياسي.
واضافت الصحيفة انه اذا كان المتعارف عليه ان تقيم المملكة خلال العشرة الاخيرة من رمضان مآدب افطار وسحور على شرف كبار الضيوف من دون ان تعقد لقاءات ثنائية على هامشها، فليس من المؤكد بعد ما اذا كان الملك وولي عهده سيتواجدان في مكة خلال تلك الفترة، وان حصل فاللقاءات ستكون ذات بعد اجتماعي وإنساني ولن تكون سياسية.
المعلومات تقول إن السعودية ليست بصدد دعوة رئيس حكومة لبنان لزيارتها حالياً، ومع استئناف علاقاتها الديبلوماسية مع لبنان على مشارف الانتخابات النيابية لا تريد الالتزام بأكثر من حضور مواكب من «بعيد لبعيد» من دون ان تكون لاعباً مباشراً، وتتجنب وزر الالتزام برئيس حكومة شارفت حكومته على نهايتها مع اعلان نتائج الانتخابات النيابية.
في هذا الوقت اكدت مصادر ميقاتي انه بصدد زيارة السعودية لأداء العمرة الاسبوع المقبل ولا مواعيد مسبقة للقاءات مع كبار المسؤولين ولا شيء رسمياً بعد وقد فاتح السفير البخاري بهذه الزيارة. وقالت المصادر انه منذ الاتصال الذي حصل مع ولي العهد تم التأسيس لمرحلة جديدة من العلاقات بمسعى فرنسي عبر رئيس حكومة لبنان، ثم بدأت التراكمات التي عملت الكويت على تذليلها من خلال زيارة وزير خارجيتها. وتتابع المصادر قولها ان لا اشكالية بين السعودية وميقاتي كشخص يؤكد دائماً على استحالة الخروج من العمق العربي بل مع منصب رئيس الحكومة، باعتبار ان الحكومات السابقة كانت تحتسب على «حزب الله» وتتابع قولها: خلافاً لرغبة البعض فقد تمت اعادة رسم العلاقة بين السعودية ولبنان لتؤكد ان البخاري سيزور رئيس الحكومة خلال الايام المقبلة، بعد ان يكون زار رئيس مجلس النواب نبيه بري وهو ما اتفق عليه خلال لقائهما الاخير.
لكن المصادر المواكبة تستبعد انفتاح السعودية على ميقاتي واحتضانه سياسياً جرياً على عادتها مع رؤساء حكومات سابقين، وتقول ان ما يهم المملكة هو مرحلة ما بعد الانتخابات النيابية واستحقاق رئاسة الحكومة ومن بعده رئاسة الجمهورية. انكفأت المملكة عن لعب دور المبادر وهي تنتظرالمبادرات لتبني عليها وهذا سيكون حالها مع الاستحقاقين الأهم. واذا كانت عودتها تمت بقوة دفع فرنسية فقوة الدفع ذاتها كفيلة بتأمين تسوية تتشارك واياها في بلورتها. المطلعون على اجواء المملكة تجاه لبنان يجزمون ان سياستها الحالية ستختلف عما كانت عليه في الماضي ولن تولي اهتماماً لأي صيغة يتم الاتفاق عليها من دونها، وهذا انما يصب في سياق سياسة اللامبالاة الجديدة التي تنتهجها. عين السعودية اذاً على مرحلة ما بعد الانتخابات وهي وان كانت عادت ديبلوماسياً لكن عودتها للعب دورها السياسي المعتاد معلق على الدور الفرنسي المرتقب بعد انتخابات الرئاسة الفرنسية مباشرة. حينها سيكون للرئيس المنتخب لولاية جديدة تأثيره الاكبر في المنطقة وعلى مستوى لبنان.
صحيفة راي سياسي