موقف متقدم للرئيس العماد جوزاف عون يلقى الترحيب ومساندة النخب

كتب رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ:
التصعيد العسكري الاسرائيلي في الجنوب اللبناني وتوغل الآلة العسكرية واستمرار الإغتيالات استفز الرئيس اللبناني العماد جوزاف عون ما دفعه إلى اتخاذ موقف متقدم يحمي السيادة اللبنانية ويعطيها الأولوية “ولو كان مكلفا” في دعوته الجيش اللبناني إلى مواجهة أي توغل عسكري اسرائيلي إلى داخل الأراضي اللبنانية.
في موقف الرئيس العماد جوزاف عون يلمس المراقب السياسي إلى أن اسرائيل تجاوزت الخطوط الحمر وأنها تستبيح لبنان وسيادته على أرضه. وهذا أمر يتنافى مع التزام لبنان الرسمي بالقرار ١٧٠١ وبتنفيذ اسرائيل الإنسحاب من النقاط المحتلة ومن وقف سياسة الإعتداءات والإغتيالات وقضم المزيد من الأرض الجنوبية الحدودية مع أن الدولة التزمت بحصرية السلاح وبسحب سلاح حزب الله. وفي هذا الموقف يحاول الرئيس عون أن يوفق بين الضغوط الدولية وبين حاجات الداخل اللبناني وما يفرضه من تضامن ووحدة في ظل سياسات التوسع الاسرائيلي. وفي دلالات ما يقوله العماد جوزاف عون هي رسالة إلى المجتمع الدولي وتحديدا إلى الإدارة الأميركية والبيت الأبيض وإلى “مبادرة” الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تحقيق السلام في الشرق الأوسط.
وعلى ما يبدو أن كلام الرئيس العماد جوزاف عون لاقى صدى مباشرا في الأوساط الدولية وتجاوبا مدروسا لدى الإدارة الأميركية التي استعجلت الإتصال بدوائر القصر الجمهوري اللبناني في دعوة إلى “التروي وفي عدم الذهاب بعيدا في تغيير قواعد الإشتباك” وذلك خشية من دفع الأمور إلى توظيف ما من اليمين الديني اليهودي المتحكم بالحكومة الاسرائيلية والذي ضمنا يعترض على مبادرة الرئيس ترامب للسلام وعلى سعيه إلى حل سلمي في غزة وإلى “إقامة عالم ابراهيمي” لا يتيح لاسرائيل ضم الضفة الغربية والتوسع الجغرافي في لبنان وسوريا ومصر والداخل العربي أو الهيمنة السياسية والعسكرية على المنطقة. فواشنطن تريد أن تكون هي الفاعل الرئيسي في المنطقة وأن يكون لبنان منصة لها بعد سنة تدير من خلاله شؤون الاقليم. وفي هذا السياق فإن الشركات الكبرى المعولمة والمرتبطة بواشنطن تطمح إلى أن تكون هي المستفيدة من علاقات الشراكة مع العالم العربي ومن نفطه وغازه وثرواته وخصوصا من الغاز اللبناني المتوفر في شواطئه بكميات كبيرة منافسة لقطر وروسيا.
لا شك أن الرئيس العماد جوزاف عون مدرك إلى أن اسرائيل ستصعد في الثلاثة أسابيع القادمة من عملياتها العسكرية لكنها لن تندفع إلى المجازفة بحرب واسعة تعرف سلفا أن الإدارة الأميركية لا تحتضنها ولا تحبذها. ومن هذا الباب كانت الدعوة الأميركية “إلى هدوء لبناني” وإلى تلافي التصعيد وإلى تجنب الإحتكاك المباشر من دون مبرر. فواشنطن لا يمكنها أن تتغاضى عن التحولات العميقة في الرأي العام الغربي والدولي والإسلامي والمسيحي والفاتيكاني تحديدا. وهي تحولات وصلت بفعل إعلام التواصل الإجتماعي والالكتروني الذي كسر احتكار اسرائيل لشركات المعلومات الكبرى المساندة لها ما أثر سلبا على سمعتها ومكانتها عبر رؤية الدمار الفلسطيني والأطفال الجائعين والقتلى في الشوارع وتصرفات المستوطنين. وبهذا المعنى فإن زيارة البابا “الأميركي” لاون الرابع عشرهي في مصلحة لبنان تحديدا وتحمل شيئا من الإعتراض على السياسات الاسرائيلية.
أيا يكن الأمر فإن مساندة اليونيفل للبنان وإدانته للإعتداءات الاسرائيلية كما مساندة كل من الرئيس نبيه بري والرئيس الدكتور نواف سلام لموقف رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المتقدم يؤسس لسياسة لبنانية واحدة ومتضامنة. فالثلاثة بهذا المعنى يعتبرون أن ما تقوم به اسرائيل هو اعتداء على السيادة اللبنانية وعلى لبنان ومؤسسات الدولة.
وفي كل الأحوال موقف الرئيس العماد جوزاف عون هو استكمال لخطاب القسم الذي شدد على بناء الدولة والمواطنة والإصلاح السياسي والقضائي ومواجهة الفساد وتحقيق العدالة والإهتمام بقضايا الشباب والمرأة. وهذا يشكل في حد ذاته دفعا للفعاليات الفكرية والثقافية والجمعيات والنوادي وتحديدا “اللقاء التشاوري للنخب في المحافظات” لإنجاز لوبي ضاغط في المجتمع الأهلي مؤيد للرئيس جوزاف عون في كل المجالات.




