رأي

موقف إيران من الحرب بين روسيا وأوكرانيا

كتبت هدى رؤوف في “اندبندنت عربية”:

يعكس رد إيران على الحرب بين روسيا وأوكرانيا، علاقاتها مع موسكو خلال العقود الماضية، وعلاقتها المتوترة بشكل متزايد مع الغرب، والتطورات في كل أنحاء الشرق الأوسط.
وقال المرشد الإيراني علي خامنئي في خطاب متلفز “نحن نؤيد وقف الحرب”، مضيفاً أنه “لا يمكن تخفيف حدة الأزمة إلا إذا عُرف السبب الجذري”، الذي حدده على أنه “سياسات القوى الغربية”. وتابع المرشد الإيراني “إن العالم بحاجة إلى تعلم درس حول الدعم الغربي من أمثلة أوكرانيا وأفغانستان”، مؤكداً أن “إيران ترغب بإنهاء الحرب في أوكرانيا لكنها تعتقد أن جذور الأزمة ترجع إلى سياسات الولايات المتحدة والدول الغربية الأخرى”. كما اتهم الغرب بالتدخل في شؤون الدول الأخرى من خلال فرض تغييرات في النظام وتنصيب سياسيين موالين للغرب.
وأتت ردود الفعل الإيرانية السابقة على الأزمة الأوكرانية متماشية مع موقف خامنئي، تحديداً في اعتبار أن حلف “ناتو” بقيادة الولايات المتحدة هو الجهة الجانية، فقال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي في مكالمة هاتفية مع نظيره الروسي فلاديمير بوتين أن توسّع حلف الأطلسي شرقاً يمثل تهديداً خطيراً لأمن واستقرار الدول المستقلة. كما أكدت وزارة الخارجية الإيرانية في مناسبات عدة أن الأزمة “متجذرة في ناتو”، لكنها دعت إلى حلها بالوسائل الدبلوماسية.
وفي أعقاب الغزو الروسي لأوكرانيا، سعى عدد من المسؤولين في إيران إلى تبرير موقف روسيا، فغرّد وزير الخارجية حسين أمير عبد اللهيان أن “أزمة أوكرانيا” “متجذرة في استفزازات الناتو”. التصريحات ذاتها أطلقها المتحدث باسم الوزارة سعيد خطيب زاده، ففي بيان مماثل، قال إن “منطقة أوراسيا على وشك الدخول في أزمة متفشية”، بسبب تحركات “ناتو” بقيادة الولايات المتحدة.
حتى إن الإعلام في البلاد اتبع نهج المسؤوليين ذاته، فحاولت “وكالة أنباء جمهورية إيران الإسلامية” الرسمية تحميل مسؤولية الحرب للجانبين، وكتبت أن “لدى روسيا وأوكرانيا سجلاً طويلاً من الاهتمامات الثقافية المتبادلة والنزاعات الإقليمية والتوترات طويلة الأمد التي وصلت الآن إلى مواجهة عسكرية كاملة”، في حين شجبت وكالة أنباء “فارس” العقوبات الدولية المعلنة ضد روسيا، قائلةً إن “العمليات العسكرية الروسية الخاصة ألهبت الدول الغربية لفعل كل ما هو ممكن لعزل موسكو بشكل أكبر”.
وعام 2014، عندما ضمت روسيا شبه جزيرة القرم من أوكرانيا، دعمت طهران موسكو، إذ وصفت صحيفة “كيهان” اليومية التابعة للمحافظين، عملية الضم بأنها “هزيمة ساحقة للثورة المخملية في أوكرانيا”.
ويُفهَم الموقف الإيراني على أنه نابع من العلاقات بين إيران والغرب، تحديداً الولايات المتحدة من جهة، ومن علاقة إيران بروسيا من جهة أخرى، بحيث تتطلع طهران إلى توسيع العلاقات الثنائية مع موسكو، وناقشت معها أخيراً تجديد اتفاق التعاون لمدة 20 عاماً، خلال زيارة رئيسي إلى الكرملين في يناير (كانون الثاني) الماضي. وتعوّل إيران على دعم روسيا في الساحة الدولية، بالنظر إلى تزايد العلاقات العدائية بين إيران والغرب بشأن عدد من القضايا، بما في ذلك برنامجها النووي وسلوكها الإقليمي.
ومن جهة أخرى، تحاول إيران ألّا تفوّت الفرصة من دون انتقاد الولايات المتحدة وإلقاء اللوم على سياساتها، فاعتبر المسؤولون الإيرانيون أن حرب أوكرانيا أثبتت صحة وجهة نظرهم بأن الحكومات يجب أن تمتنع عن الوثوق بواشنطن.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى