موسكو تحذر الغرب و«الناتو» من اللعب بالنار
بدت الولايات المتحدة غامضة لجهة السماح لأوكرانيا بمهاجمة الأراضي الروسية بأسلحة أمريكية قدمتها واشنطن إلى كييف، ما دعا موسكو إلى التحذير من اللعب بالنار، فيما أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط محاولتين أوكرانيتين لاختراق الحدود في كورسك، كما أعلنت السيطرة على بلدة فيرخني كامينسكويه في دونيتسك، والقضاء على 2120 عسكرياً أوكرانياً في 24 ساعة.
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية، ماثيو ميللر: إن كييف لا تحتاج إلى إذن أمريكي لاستخدام الأسلحة الأمريكية في ضرب عمق الأراضي الروسية. وتابع في مؤتمر صحفي: «تنظر الولايات المتحدة إلى كيفية حدوث ذلك (استخدام الأسلحة لضرب العمق الروسي)، وما إذا كان سيؤثر في سير المعارك وفي الاستراتيجية الأوكرانية»،
كما أنه أشار إلى أن لدى أوكرانيا أسلحة تنتجها بنفسها، وبإمكانها ضرب الأهداف الروسية باستخدام هذه الأسلحة.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد صرح في وقت سابق بأن ممثلي دول حلف شمال الأطلسي «الناتو» يجب أن يكونوا على دراية «بما يلعبون به» عندما يتحدثون عن خطط السماح لكييف بضرب أهداف في عمق الأراضي الروسية باستخدام أنظمة الصواريخ التي نقلها الغرب إلى القوات المسلحة الأوكرانية.
من جهته وصف وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، النقاش حول احتمال استخدام كييف صواريخ «ستورم شادو» البريطانية وغيرها من المنتجات الحربية الغربية لشن ضربات في عمق الأراضي الروسية بأنه «لعب بالنار».
ميدانياً، أعلنت وزارة الدفاع الروسية إحباط قوات «الشمال» محاولتين لاختراق قوات كييف الحدود الروسية عند بلدة نوفي بوت في مقاطعة كورسك، وأشارت إلى أن خسائر العدو بلغت نحو 25 عسكرياً بين قتيل وجريح، كما تم تدمير مدرعة و3 سيارات وأسر عسكريين اثنين من القوات المهاجمة. وأعلنت الوزارة القضاء على 350 عسكرياً أوكرانياً، خلال 24 ساعة في مقاطعة كورسك، وبلوغ حصيلة قتلى قوات كييف هناك 18900 عسكري، و133 دبابة، ومئات المدرعات والمدافع وراجمات الصواريخ ومنظومات الدفاع الجوي و38 محطة حرب إلكترونية و9 محطات رادار.
ودمرت القوات الروسية تجمّعاً للجيش الأوكراني في مقاطعة سومي شمال شرق أوكرانيا.
وفي منطقة العملية العسكرية الروسية الخاصة، أعلنت وزارة الدفاع السيطرة على بلدة فيرخني كامينسكويه في جمهورية دونيتسك الشعبية، والقضاء على 2120 عسكرياً أوكرانياً وتدمير عشرات الدبابات والمدرعات والأسلحة الغربية لقوات كييف في 24 ساعة. وأسقطت الدفاعات الجوية الروسية صاروخين من طراز «أتاكمس» أمريكيي الصنع قرب لوغانسك، وقنبلة «هامر» فرنسية موجهة، و32 مسيّرة.
و قال مدونون ووسائل إعلام أمس الأربعاء: إن القوات الروسية سيطرت بشكل كامل على بلدة فوليدار بشرق أوكرانيا، والتي كانت نقطة مقاومة قوية للهجمات الروسية المكثفة منذ بداية الحرب في 2022. ونشرت قنوات روسية على تيليغرام مقطع فيديو لجنود يلوحون بالعلم الروسي فوق مبانٍ محطمة. ولحقت أضرار بالمباني السكنية التي تعود إلى الحقبة السوفيتية. وذكرت صحيفة «موسكوفسكي كومسوموليتس» أن فوليدار سقطت في قبضة روسيا بعد خروج المجموعة الأخيرة من القوات الأوكرانية من البلدة في ساعة متأخرة من أمس الأول الثلاثاء. لكن لم يصدر تأكيد رسمي من الجيشين الروسي أو الأوكراني. وكان مسؤول أوكراني بالمنطقة قد قال الثلاثاء: إن القوات الروسية وصلت إلى وسط فوليدار، وهي بلدة معروفة باستخراج الفحم تقع بمنطقة استراتيجية مرتفعة.
على صعيد آخر، أبلغ الرئيس الصيني شي جين بينغ نظيره الروسي بوتين أمس الأربعاء، أنّه مستعدّ «لتطوير» التعاون بين موسكو وبكين، وذلك بمناسبة الذكرى ال 75 لإقامة العلاقات الدبلوماسية الثنائية. وقالت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا): إنّ شي أكّد لبوتين أنّ الصين «مستعدّة للانضمام إلى بوتين في التطوير المستمر للتعاون البراغماتي العالمي بين بلدينا».
وأضاف الرئيس الصيني، «أنّ صداقة حسن الجوار الدائمة، والتنسيق الاستراتيجي الشامل، والتعاون المفيد للطرفين هي السمات الأساسية للعلاقات الثنائية بين الصين وروسيا».
وتعارض موسكو وبكين «الهيمنة الغربية»، ولا سيما ما تعتبرانه هيمنة أمريكية على الشؤون العالمية.(وكالات)