موسكو تتهم «أطرافاً ثالثة» بالوقوف وراء عدم سداد فوائد سندات مستحقة
أعلنت وزارة المالية الروسية أمس في بيان عبر البريد الإلكتروني أنها أوفت بالتزاماتها المتعلقة بخدمة الديون بالكامل وسددت فائدة سندات أجنبية «يوروبوند» مستحقة في عام 2026 و2036.
وأوضحت أن الفرصة أتيحت لأنظمة المقاصة والتسوية الدولية لتحويل الأموال إلى المستثمرين المستحقين، لكنها لم تتخذ الخطوات اللازمة لذلك. وأضافت أنه نظراً لأن الوسطاء الماليين الأجانب خارجون عن سيطرة وزارة المالية الروسية، يجب على المستثمرين التقدم إليهم مباشرة ومطالبتهم بنقل الأموال المدفوعة لصالحهم
وقالت أيضاً أنه وفقا لوثائق الإصدار، يتم تسجيل التخلف عن السداد في حالة «عدم السداد» من جانب المدين، لكن السداد تم مقدما في 20 أيار/مايو. وذكَّرت الوزارة بأن جميع المشاركين في السوق علموا مسبقاً بانتهاء ترخيص مكتب مراقبة الأصول الأجنبية التابع لوزارة الخزانة الأمريكية للمؤسسات المالية الروسية بدفع مستحقات حائزي السندات بالدولار.
وأوضحت أن عدم استلام الأموال جاء بسبب أطراف ثالثة، وهو أمر غير منصوص عليه صراحة في وثائق الإصدار كتخلف عن السداد، ويجب النظر إليه في إطار القواعد العامة للقانون.
وكان ناطق باسم الكرملين قد صرح في وقت سابق بأنه «لا أساس» للقول أن روسيا تخلّفت عن سداد ديونها السيادية بالعملات الأجنبية في وقت يفرض الغرب عقوبات على روسيا على خلفية غزوها لأوكرانيا.
وقال الناطق باسم الكرملين دميتري بيسكوف للصحافيين «لا أساس لوصف هذا الوضع بأنه تخلّف عن السداد»، وذلك بعدما انقضت الأحد مهلة إجراء عملية دفع رئيسية. وأضاف أن «هذه المزاعم بشأن التخلّف عن السداد خاطئة تماما»، مشيرا إلى أن روسيا قامت بتسوية ديونها في أيار/مايو.
وكانت وكالات الأنباء الغربية قد ذكرت أمس الأول وأمس أن روسيا تخلّفت عن سداد ديونها السيادية بالعملات الأجنبية للمرة الأولى منذ أكثر من قرن، بعدما انقضت مهلة الإعفاء الممنوحة لمدفوعات فوائد بقيمة حوالي 100 مليون دولار كان من المقرر سدادها الأحد.
واتّهمت السلطات الروسية الغرب بالسعي لدفع موسكو إلى تخلّف زائف عن السداد، بينما وصف وزير ماليتها أنتون سيلوانوف الوضع بأنه»مهزلة». وقطعت العقوبات الغربية روسيا إلى حد كبير عن النظام المالي العالمي، ما جعل من الصعب على موسكو سداد ديونها رغم توفر الأموال لديها.
وتخلّفت روسيا آخر مرة عن سداد ديونها بالعملات الأجنبية عام 1918، عندما رفض قائد الثورة البلشفية فلاديمير لينين الاعتراف بالالتزامات المترتبة على النظام القيصري الذي أطيح به حينذاك. كما تخلّفت عن سداد ديون كان معظمها بالروبل عام 1998 في ظل أزمة مالية أوسع.