صدى المجتمع

موجة السرقات في عكار تتفاقم .. والأسباب: جوع وتفلّت أمني وعتمة

تتواصل موجة السرقات للمنشآت العامة وكابلات الهاتف والاسلاك الكهربائية بشكل لافت وغير مسبوق، بحيث تدخل قرى وبلدات عكارية عديدة العتمة الشاملة نتيجة نزع الاسلاك وسرقتها، وانقطاع الهواتف لسرقة الكابلات، بحسب ما اشار الصحافي جهاد نافع في صحيفة “الديار”.

ولفت الكاتب الى ان السرقات لم تقتصر على المنشآت العامة وحسب، بل تتعداها الى سرقات باتت تستهدف مساجد وكنائس في منطقة الجومة ودريب عكار، وهي ايضا ظاهرة باتت متفاقمة وتشيع مخاوف من سرقات اوسع .

ولم تسلم منازل عديدة ومحلات تجارية من عمليات السرقة بواسطة الكسر والخلع ونهب محتوياتها، الامر الذي ساهم في بث القلق والارباك لدى المواطنين العكاريين الذين لم يشهدوا في تاريخهم مثيلا لهذه الظاهرة ، حتى في زمن الحرب الاهلية السيئة الذكر.

وتابع الكاتب انه اضافة الى تخوّف العكاريين من توسع دائرة هذه العمليات، الى نصب كمائن تشليح ليلا في الطرقات والشوارع الفرعية المقفرة في اكثر من منطقة عكارية، مما يسيء الى سمعة عكار التي اشتهرت في كل مراحل ازماتها بانها منطقة آمنة، فما الذي تغير؟ ولماذا تفاقمت هذه الظواهر الغريبة عن تقاليد واخلاق العكاريين؟

الى ذلك فانه وفق فاعليات ومراجع عكارية، فان ما يجري في محافظة عكار بمختلف مناطقها هو أمر مستهجن وغريب وطارىء، وباتت هذه الحوادث شبه اليومية حديث الساعة في المجالس العكارية، وان تساؤلات عديدة باتت تطرح حول اسباب هذه الظواهر المشبوهة، وبرأي هذه الاوساط انها تستهدف الامن الاجتماعي والسياسي في المنطقة.

وترد هذه الاوساط الاسباب الى عدة عوامل ابرزها:

– ان الفقر والجوع طرق ابواب معظم العائلات التي لم تعد تجد لقمة العيش في ظل انهيار مريع لليرة اللبنانية التي فقدت قيمتها الشرائية، وان كثيرا من العائلات باتت تحت خط الفقر، ولن تستطيع البطاقة التمويلية الموعودة حل الازمة المعيشية الخانقة ، كونها لن تشمل الكثير من العائلات التي انهار دخلها الشهري وغير حائزين  شروط البطاقة باعتبار ان لديهم رواتب شهرية، وهي رواتب متدنية جدا لا تكفي لشراء ربطة خبز او صفيحة مازوت ، عدا  توسع مساحة البطالة في المنطقة وانعدام فرص العمل.

– غياب شبه دائم ويومي للطاقة الكهربائية، سواء التي توفرها مؤسسة كهرباء او الاشتراك في المولدات التي ارتفعت فواتيرها وتجاوزت بكثير مستوى الرواتب الشهرية للمواطنين، مما ادى الى غرق البلدات والقرى العكارية بالظلام، وباتت هذه القرى والبلدات عبارة عن مناطق مظلمة بشكل شامل وتوفر الغطاء لاصحاب السوابق من عصابات السرقة والنهب والتشليح باقتحام المنازل والمساجد والكنائس والمنشآت العامة والسطو عليها بسهولة تحت جنح الظلام الدامس.

– التفلّت الامني الذي انتشر في عكار لاسباب عديدة منها ازمات اسعار البنزين والمازوت وتحرك الآليات وغياب المتابعة الدؤوبة، الامر الذي يحتاج الى استنفار شامل للقوى الامنية وتسيير دوريات يومية تجوب الشوارع والطرقات، واقامة حواجز ثابتة ومتنقلة، وملاحقة العصابات والمشبوهين واصحاب السوابق، وقد نجحت في الآونة الاخيرة هذه الاجهزة والقوى الامنية في تفكيك عصابات وتوقيف عناصرها، لكن يقتضي مواصلة البحث والتحري عن بقية هذه العصابات التي تقلق المنطقة وتدفع بالمواطنين الى التساؤل عما اذا كانت لهذه العصابات اهداف اخرى تتعدى السرقات الى نشر الرعب والخوف واللااستقرار في ربوع عكار؟

القضية باتت تحتاج الى معالجة سريعة، وتبدأ اولا بتوزيع عادل للتيار الكهربائي وانتشال المنطقة من الظلام الذي تعيشه، وبالتالي مراقبة جدية وفاعلة لاصحاب مولّدات الاشتراك وفواتيرهم المزاجية الذين يقتنصون الفرص لجني الارباح السريعة بحجة غلاء صفيحة المازوت.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى