رأي

مواجهة بين باسيل وحزب الله

لم يوعز رئيس مجلس النواب نبيه بري بتحديد موعد لدعوة النواب للمشاركة في الجلسة الثانية عشرة رغم استمرار اعتصام النواب التغييريين داخل المجلس النيابي بعد الجلسة الحادية عشرة العقيمة واستمرار الاحتجاجات المساندة لهم، فلا مرشح جدياً حتى الساعة، وتبقى الاستحقاقات كلها مرجأة أو قيد الترحيل بما يثبت أن اللبنانيين غير قادرين على تقرير مصير يتشظى يوماً بعد يوم.

وفيما يتريث بري، وربما يتردد في تعيين موعد الجلسة التالية، تتجه الأنظار اليوم الى لقاء سيجمع المعاون السياسي للأمين العام لـ “حزب الله”، حسين الخليل، ورئيس وحدة الارتباط والتنسيق في “حزب الله”، وفيق صفا، برئيس “التيار الوطني الحر” النائب جبران باسيل، في مقر التيار في ميرنا الشالوحي، للبحث في آخر المستجدات السياسية .

وفي هذا الخصوص، وضع السيد حسن نصر الله في 3 نوفمبر/ تشرين الثاني من العام 2022، ثقته في جبران باسيل وزعيم حزب “تيار المردة” سليمان فرنجية من دون أن يطلب منهم شيئاً، بحسب تصريحات باسيل. وفي 26 ديسمبر/ كانون الأول من العام نفسه اجتمع باسيل بفرنجية الذي اقترح ترحيل ملف الانتخابات الرئاسية عن جدول أعمال اللقاء، لأنه أوكل مهمة تولّيه إلى نصر الله، بالتنسيق مع رئيس المجلس النيابي نبيه بري.

وعلى الرغم من أن الحزب لم يبادر إلى التواصل مع باسيل إلا أنه استجاب لطلبه وربما يستجيب لأي لمبادرة تكشف أوراقه السياسية واقتراحاته بشأن الملف الرئاسي، لعل ذلك يكسر الجليد السياسي الذي تسبب به باسيل بعد تجاوزه الخطوط الحمر في لقائه الأخير مع نصر الله باقتراحه العدول عن مرشح “حزب الله” الذي “لا يطعن في الظهر”.

وفي المحصلة، فشل باسيل حتى الآن في إيجاد شريك له في الشارع المسيحي على الرغم من موافقة رئيس “حزب القوات اللبنانية سمير جعجع على أي اسم إذا توافرت لديه المواصفات المطلوبة، مما يعني معارضة ترشيح أحد نواب “التيار الوطني الحر” الذي لم يتوصل حتى الآن الى خيار محدد. وبالتالي، فإما العودة إلى التصويت بالورقة البيضاء وإما التصويت بشعارات محددة دون تسمية مرشح حتى إشعار آخر.

وبالتالي، باتت المقايضة السياسية التي اتخذها باسيل نهجاً له تنذر بمضاعفات وتداعيات بينه وبين “حزب الله” وسط اشتداد الصراعات التي يمكن أن تؤدي إلى إنهاء التفاهم أو الإبقاء عليه في ظل تسجيل تسارع قياسي في مسار الانهيار المالي عموماً.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى