باسم المرعبي- ناشر موقع رأي سياسي..
لم يسمع سفراء “الخماسية” من القيادات السياسية حول مسألة الاستحقاق الرئاسي شيئاً مغايراً عما كانوا قد سمعوه في زيارات سابقة، كما أن هؤلاء السفراء لم يطرحوا أي جديد في هذا الخصوص. وعلى الرغم من جرعات التفاؤل التي حاول السفير المصري علاء موسى الذي ظهر وكأنه المتحدث الرسمي باسم مجموعة السفراء، غير أن الوقائع أشارت الى الى الأمور ما زالت في المربع الأول حيث أن القيادات السياسية التي شملتها اللقاءات لن تزح عن مواقفها السابقة “قيد أنملة” لا بل ان البعض وفق معلومات موقع “رأي سياسي” ظهر هذه المرة أكثر وضوحا وتشدداً في مواقفه، مما يعني ان مهمة “السفراء” اصبحت أكثر تعقيدا من ذي قبل.
وقد ظهر جلياً أن “الثنائي الشيعي” صحيح يرغب في التوافق على انتخاب رئيس، غير أنه يرى وجوب انتظار انتهاء حرب غزة للشروع في انجاز هذا الاستحقاق، في حين ان “الثنائي المسيحي” يتصرف وكأن الاولوية هي لمعالجة النزوح السوري قبل اي شيء آخر، اضافة الى ان زيادة الشرخ اليومي في العلاقة بينهما يزيد الطين بلة على مستوى باقي الاستحقاقات وفي مقدمها رئاسة الجمهورية.
من هنا فان سفراء “الخماسية” الذين ينكبون الآن على جوجلة ما سمعوه في لقاءاتهم من افكار وطروحات تمهيدا لرفعها الى وزراء خارجية دولهم، سيعودون للقاء الرئيس نبيه بري مرة جديدة ربما تكون الاسبوع المقبل، من دون أن يكون بات لديهم طروحات محددة يمكن الانطلاق منها الى وضع القطار الرئاسي على سكته الصحيحة، علما ان تكتل” الاعتدال الوطنيّ ” يتجه الى الاعلان عن نعي تحركه وفق ما أعلن عنه أحد اعضائه وهو النّائب وليد البعريني الذي قال في مواقف انه على ما يبدو النوايا غير متوافرة بعد داخليًا لإنضاج الملف الرّئاسي، لا سيما أن هذا الأمر يتقاطع مع جو إقليمي متشنّج أيضًا، وأن هناك صعوبة في إمكانية إحداث خرق في الملف الرئاسي خلال هذه المرحلة، وهذا ما يلخّص العقبات التي تعترض مسار مبادرة التكتّل.
واذا كان سفراء “الخماسية” يظهرون في لقاءاتهم وكأنهم على قلب واحد، الا أن هناك من يقول ان تباينات واضحة تتحكم بمسار العلاقة بين بعضهم البعض، لا سيما بين الاميركي والفرنسي، وايضا بين السعودي والقطري، حيث لكل طرف وجهة نظر مختلفة في مقاربة الاستحقاق الرئاسي، فيما السفير المصري ينأى بنفسه عن هذه التباينات، وهذا الواقع يؤدي الى عدم الوصول الى طرح رؤية محددة في سبيل الخروج من الأزمة.
هذا الواقع يحمل الى القول بأن مهمة “الخماسية” وكأنها تحولت من سعي لانتخاب رئيس، الى ادارة الوقت الضائع بانتظار انقشاع الرؤيا في المشهد الاقليمي والدولي، وانتهاء حرب غزة، وهو ما يعني ان عمر الشغور الرئاسي سيطول، وانه سيترافق مع ارتفاع في منسوب الكباش السياسي الداخلي بما يؤدي الى ابقاء الداخل اللبناني في حالة من التوتر، تضاف الى التصعيد العسكري على الجبهة الجنوبية.
ويؤكد مصدر وزاري لموقع “رأي سياسي” أنه من العبث التفكير بامكانية انتخاب رئيس في لبنان في ظل النار المشتعلة في غزة، وأن ما يحصل على مستوى الجولات المكوكية لسفراء “الخماسية” على المسؤولين هو مجرد تقطيع وقت، الى حين حصول تسوية في المنطقة التي تأتي بعدها كلمة السر ويتم في اثرها التفاهم على الاستحقاق الرئاسي في غضون بضعة ساعات.
وفي رأي المصدر أن من يعتقد انه سيكون في مقدور “الخماسية” الوصول الى حل للأزمة الرئاسية قبل اسقاط التسوية على ازمات المنطقة هو كمن يبني قصرا من الرمل على شاطئ البحر.
ويخلص الى القول: الأزمة الرئاسية طويلة، ولا أفق مفتوح أمام وصول رئيس الى قصر بعبدا وأن ما يجري أشبه بطبخة بحص، لا تنضج الى بخروج التسوية من مطابخ أصحاب القرار في المنطقة.