لينا الحصري زيلع
خاص راي سياسي…
من رحم الازمات المختلفة واللا محدودة يولد الفرح والامل، وتحديدا من القلعة الاثرية الرومانية في مدينة الشمس بعلبك، وذلك ضمن مهرجاناتها الدولية العريقة، والتي تأسست في العام 1956 و باتت تشكل رمزا للثقافة والفن، هذه المهرجانات التي استضافت بين اعمدتها المظللة بتراث عابق ومتجذر في التاريخ، كبار الفنانين اللبنانيين والعالميين، حيث باتت عنصرا أساسيا في الحركة السياحية.
فالعروض هذا العام ستكون كما كانت دوما راقية متنوعة، وتنطلق كما جرت العادة من مدرجات معبد باخوس، من خلال مشاركة عدد من الفنانين من جنسيات مختلفة في فنون الباليه والرقص المعاصر والعزف، والموسيقى الصوفية والفلامنكو والاغنيات اللبنانية.
وسيتضمن برنامج المهرجانات خمس حفلات تقام بين 1 و16 تموز في المعابد الاثرية في قلعة بعلبك، وتُفتتح بحفلة عنوانها: “جالا روبرتو بوليه وأصدقاؤه”، تتضمن لوحات رقص باليه ورقص معاصر مع نجم دار “لا سكالا” في ميلانو روبرتو بوليه، يرافقه راقصون وراقصات معروفون. وتطل في الليلة التالية فرقة الكندي الموسيقية الصوفية الحلبية التي انطلقت العام 1983. وترافق منشد الفرقة الشيخ حامد داود، مجموعة موسيقيين ودراويش، وستكون هذه الحفلة تحية خاصة من قبل لجنة المهرجانات الى جوليان جلال الدين فايس، الذي أسس هذه المجموعة قبل 40 عاما وقدم حفلتين في القلعة.
وفي السابع من تموز، سيكون الجمهور على موعد مع حفلة موسيقية بعنوان “الجذور في أيدينا من إسبانيا ولبنان” بمشاركة الفنان ناتشو أريماني، والعمل أنتج خصيصاً لمهرجانات بعلبك، ويضم راقصة فلامنكو والمغنية فابيان ضاهر وجوقة جامعة القديس يوسف، إضافة إلى موسيقيين من لبنان وإسبانيا.
اما في 14 تموز يطل المغني اللبناني ملحم زين ابن بلد شمسطار البعلبكية، ويقدم أبرز أغانيه.
ويُختتم المهرجان بحفلة “فودو تشيللو”، حيث ستقف على أدراج معبد باخوس المغنية الفرنسية الإفريقية إيماني يرافقها ثمانية من عازفي تشيللو، وهو عرض “يجوب أوروبا ويحقق نجاحاً واسعاً”.
وللاطلاع على التحضيرات لهذا الحدث الثقافي –الفني التقى “راي سياسي” رئيسة لجنة المهرجانات السيدة نايله دو فريج التي أشارت الى ان “مهرجانات بعلبك الدولية تتميز بالتنوع في هويتها، من اجل استمرار نجاحها الإبداعي، لذلك فإن التحضيرات لهذه المناسبة تحتاج عادة الى قرابة الستة اشهر من موعد المهرجانات المصنفة دولية”. مؤكدة ان الثقافة هي امر اساسي للبنان الذي يجب ان يبقى منبرا مرموقا على هذا الصعيد.”
وعن مصدر تمويل المهرجانات، تشير دو فريج الى انه وفي الايام الماضية، كانت وزارة السياحة لديها الدور الأساسي في عملية التمويل، ولكن بسبب الاوضاع الاقتصادية-والمالية الصعبة الذي يمر بها البلد، اضطرت الوزارة الى التوقف عن ذلك، ولفتت الى ان القطاع المصرفي كان ايضا يقوم برعاية هذه المهرجانات، ولكن في الفترة الراهنة وبسبب الازمة احجم عن هذا الدعم، فما كان امامنا سوى الاتكال على المؤسسات الثقافية والخاصة، وعلى عدد من الشخصيات في دول الاغتراب التي تعنى بالثقافة والفن، إضافة الى ان هناك بعض السفارات التي تقدم لنا المساعدات، من اجل استمرار هذا الحدث الهام لإظهار الصورة الإيجابية للبنان، معتبرة ان ثقة المساهمين بنجاح المهرجانات تشكل حافزا للجنة لتنظيمها، خصوصا ان التحضيرات لاستضافة الفنانين من الخارج يحتاج الى تنسيق مسبق معهم.
دو فريج كشفت عن عمل مشترك قامت به لجنة المهرجانات هذا العام مع سفارتي إيطاليا واسبانيا من خلال تقديمها دعما استثنائيا لهذا الحدث الاستثنائي، متوقعة ان تكون نسبة الاقبال مرتفعة، خصوصا بعد ان تبلغت اللجنة من مركز بيع البطاقات عن نفاذ 80% من بطاقات حفلة الفنان ملحم زين.
واذ اشارت الى ان وسائل النقل الى بعلبك مؤمنة عبر الباصات وبأسعار مدروسة، اعتبرت الى ان لهذه المهرجانات انعكاسات إيجابية على المنطقة، من خلال حركة الزوار وبالتالي تنشيط السياحة.
وحول اسعار بطاقات الفاعليات أوضحت، ان الأسعار تترواح ما بين 20 و60 دولارا، ولفتت الى ان اللجنة قدمت خصماً لكل من يشتري بطاقات في الشهر الاول ما بعد اعلان برنامج المهرجانات.
واشادت بالتعاون بين لجنة المهرجانات والسفارة الإيطالية في لبنان ، مشيرة الى أهمية العمل التي قامت به السفارة بالنسبة لترميم أعمدة المعابد في القلعة وتنظيفها، وأوضحت الى انه وتكريما لدولة ايطاليا على عملها تقرر ان تُفتح المهرجانات بحفلة الفنان العالمي الإيطالي وهذا الحفل هو نتيجة تنسيق وتعاون بين لجنة المهرجانات والسفارة الإيطالية في لبنان.
وفي الختام شكرت دو فريج قائد الجيش العماد جوزيف عون وكافة القوى والأجهزة الأمنية، على العمل لتأمين الامن والاستقرار في منطقة بعلبك، مما يؤدي الى طمأنة كل الذين يريدون حضور فاعليات المهرجانات.