رأي

من يهز العصا للآخر؟

كتب سالم الواوان في صحيفة السياسة.

ينتظر ان يكون الانعقاد المقبل مناسبة لجس نبض مجلس الوزراء حيال الخطوات الشعبوية التي قدم بعض النواب افكارا بشأنها، كما ان الحكومة تنتظر معرفة مراكز القوى بالمجلس للسير في برنامجها، وبالتالي فان المرحلة المقبلة ستكون اشبه بشد الحبال بين الطرفين.
لا شك ان النواب بدأوا يشعرون انهم يخسرون الشارع، وكما يقال عنهم اصبحوا في احضان بعض الوزراء، لان ما انتهى اليه دور الانعقاد الماضي لم يحقق طموح الناس، كما انه اثبت ان النواب يعملون من اجل انفسهم، ولا يمكن لهؤلاء الاستمرار في تحقيق ما تريده الحكومة، فيما هم يخسرون من رصيدهم الشعبي، كما بدأوا يشعرون ان الحكومة تغيرت نحو الصدام معهم.
لا شك ان هذا الوضع سيؤدي الى امرين، اما عدم تعاون، وهذا امر مكلف للحكومة والنواب معا، او الى تغيير بعض الوزراء ممن يكونون موظفين اكثر منهم اصحاب قرار، وبالتالي وفق ما اعلن في الاسابيع الماضية من اسئلة بعضها ناري، ومنها موجهة الى وزراء سيادة، ما يؤثر على ما يمكن اعتباره هز العصا للحكومة، واذا لم تكن هناك تسوية قبل بدء انعقاد مجلس الامة المقبل، فهذا يعني ان مساءلة سمو رئيس مجلس الوزراء، المعلن عنها، ستكون بمثابة امتحان صعب، لا يمكن ان يمر مرور الكرام.
الكويت، ومهما كانت الاعتبارات النيابية او الحكومية، وحتى الشعبية، لم تعد تتحمل اي تسويف في الوقت، وبالتالي المطلوب ان تكون هناك رؤية واضحة للخلاص من هذا المأزق، ولا يتم ذلك الا بتسوية تكون فيها مصلحة الكويت فوق كل المصالح الشخصية.
يكفي للكويت هدر سنوات عدة، وهنا يجب أن يكون في ذهن الجميع ما حدث في السنوات الماضية، ويكفي ان يكون عبرة للفشل، النيابي والحكومي، الذي ارخى بظلاله على كل القطاعات، فالكويت أصبحت كالمريض في غرفة الانعاش، فهل هناك من يدرك ذلك ام تستمر مقولة “انا أو لا احد” تتحكم فينا؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى