من هم، صينيون أم تايوانيون؟

عن خطوة إشكالية تُقْدم عليها حكومة تايوان، كتب فلاديمير سكوسيريف، في “نيزافيسيمايا غازيتا”:
تظل العلاقات بين الصين والولايات المتحدة دائما في دائرة اهتمام الصحافة العالمية. وبطبيعة الحال، أصبح الاتفاق بين واشنطن وبكين بشأن خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا موضوعًا للنقاش على شبكة الإنترنت وفي الصحف. وفي الوقت نفسه، خرجت قضية تايوان تمامًا من مجال اهتمام المعلّقين.
واشنطن، في هذه الأثناء، تحت قيادة الرئيس دونالد ترامب كما كانت تحت قيادة جوزيف بايدن، ملزمة بتعزيز دفاعات الجزيرة. ولم تتخل جمهورية الصين الشعبية عن احتمال استخدام القوة لإعادة تايوان إلى “حضن الوطن الأم”.
وعلى هذه الخلفية المثيرة للقلق، اتخذت الحكومة التايوانية خطوة تبدو غير ذات أهمية. فحذفت من منتداها ذكر كلمة “هان”، والتي تعني أن سكان الجزيرة ينتمون إلى المجموعة العرقية التي تنتمي إليها الغالبية العظمى من سكان جمهورية الصين الشعبية.
وفي الصدد، قال كبير الباحثين في المدرسة العليا للاقتصاد، فاسيلي كاشين، لـ “نيزافيسيمايا غازيتا”: “السلطات التايوانية تسعى إلى بناء هوية مستقلة مرتبطة بتايوان لا بالصين القارية. وهم لا يتحدثون مباشرةً عن جماعة عرقية جديدة، بل يتجنبون الرموز التي تربط سكان تايوان بجماعة الـ “هان” العرقية. بالمناسبة، في البر الرئيس، عندما يحتاج المسؤولون إلى تحديد جنسياتهم، يكتبون “هان” في وثائقهم، إلا إذا كانوا ينتمون، بالطبع، إلى أقلية قومية. أما في الجزيرة، فيتجنبون مناقشة هذا الموضوع ويسلّطون الضوء على مشاكل الأقليات القومية. لهذا السبب حذفت السلطات الصفحة التي تذكر الـ “هان”. هناك جماعات عرقية في تايوان، لكنها تشكل حوالي 2.6% من السكان، بينما 96% منهم من الهان الصينيين. هذا هو الواقع الذي يريدون تصحيحه”.