من ديانا إلى «كيت ميدلتون».. الصحافة مصدر إزعاج لأميرات ويلز
شهدت العلاقة بين النظام الملكي البريطاني ووسائل الإعلام تاريخاً ممتداً من «التشكيك» بين الطرفين، كان لأميرات ويلز فيه النصيب الأكبر من تركيز الأضواء والتعرض للإزعاج، فرغم أن الصحافة أداة للتواصل بالنسبة لقصر باكنغهام مع الجماهير، فإنها في الوقت ذاته مصدر قلق، وهو الأمر الذي ذكرته صراحة أميرة ويلز، كيت ميدلتون، في رسالتها مؤخراً، وطالبت فيه منحها وعائلتها «مساحة من الخصوصية».
وهو الأمر الذي أعاد إلى الأذهان معاناة أميرة ويلز الراحلة ديانا مع الصحافة، التي توفيت عام 1997، بعد أن ضاقت ذرعاً بالملاحقات، وفسر متخصصون ذلك بأن «تكوين العائلة المالكة، كأفراد ذات قصص خاصة، يعني أن الحياة الملكية يمكن أن تستهلك بشراهة من قبل الصحفيين في عصر الاهتمام بحياة الشخصيات العامة، أو ما يُعرف بعصر النميمة الملكية».
تأويلات اختفاء كيت ميدلتون
كشف حجم التغطية المحيطة بالحالة الصحية لكيت ميدلتون، أميرة ويلز، خلال الشهرين الماضيين، مدى الضغط الذي مارسته الصحافة على قصر باكنغهام، لكشف الأسباب غير المعلنة لاختفاء الأميرة طوال هذه المدة منذ خضوعها لجراحة في البطن في يناير/ كانون الثاني الماضي.
فبعد تكهنات عديدة عبر وسائل الإعلام عن أسباب اختفاء كيت ميدلتون، تباينت بين الوفاة والتعرض للخيانة والانفصال، اضطرت أميرة ويلز وزوجة وريث العرش البريطاني الأمير ويليام، للإعلان عن خضوعها لعلاج كيميائي وقائي بعد أن كشفت تحاليل أجريت لها مؤخراً عن إصابتها بالسرطان.
وأعربت كيت عن رغبتها في الخصوصية منذ معرفتها بهذا النبأ الحزين، قائلة: «كان هذا بالطبع بمثابة صدمة كبيرة، وأنا ووليام بذلنا كل ما في وسعنا للتعامل مع هذا الأمر بخصوصية من أجل عائلتنا الصغيرة».
ومع ذلك، قالت كيت في رسالة مسجلة إن الاختبارات اللاحقة كشفت إصابتها بالسرطان، لكنها قالت إنها بصحة جيدة وتزداد قوة.
وبينما تواجه كاثرين وعائلتها كل ذلك، تشيع الآن حالة من الغضب مما قد يراه البعض تنمّراً على الأميرة، ومن الترويج لأنها اضطرت إلى عمل فيديو بدلاً من اتخاذ المسار الأكثر شيوعاً عبر كتابة بيانات.
وقال السير كريغ أوليفر، مدير الاتصالات السابق في داوننغ ستريت لشبكة bbc، إن «أحد المعاني المبطّنة التي انطوت عليها رسالة أميرة ويلز هو بوضوح: رجاءً فكّروا قبل أن تخوضوا في تكهنات مؤلمة».
وكان قصر كنسينغتون واضحاً في أن كاثرين لها الحق في الخصوصية. وأعرب القائمون على القصر عن ذهولهم من سرعة انتشار الشائعات بمجرد اختفاء الأميرة عن أنظار العامة.
فيما كشف بعض أصدقاء الأميرة البالغة من العمر 42 عاماً عن غضبهم من جنون الصحافة ووسائل التواصل الاجتماعي الذي رافق مشاكلها الصحية خلال الشهرين الماضيين.
وأوضحت مصادر في قصر كنسينغتون أنه من خلال تشخيص حالتها العامة، فإن كيت كانت تضع عائلتها في المقام الأول، وعلى وجه الخصوص، أطفالها الثلاثة الأمير جورج، 10 أعوام، والأميرة شارلوت، 8 أعوام، والأمير لويس، 5 أعوام.
وقال بعض المقربين من الأميرة كيت ميدلتون إن أحد أسباب كشفها الكثير من المعلومات عن حالتها الصحية هو إسكات أولئك الذين كانوا يتكهنون بقسوة بشأنها.
كابوس الأميرة ديانا
كانت الأميرة البريطانية الراحلة ديانا توصف بأنها «أكثر سيدة التقطت لها صور فوتوغرافية في العالم»، فقد عانت كثيراً من ملاحقات الباباراتزي «مصورو صحافة المشاهير»، لدرجة جعلتها تشعر بفقدان الخصوصية في حياتها، فبمجرد خروجها أو ذهابها إلى أي مكان وإن كانت متخفية كان ينهال عليها المصورون، لذا ظهرت غاضبة في بعض الأحيان من هذا التتبع اليومي، حتى أثناء وجودها رفقة ابنيها في لحظات عائلية خاصة.
لذا، قال إيرل سبنسر، شقيق الأميرة الراحلة ديانا، مؤخراً، إن تركيز الإعلام على شقيقته كان «أكثر خطورة» من التركيز الذي تتعرض له أميرة ويلز الحالية، كيت ميدلتون.
ومعروف عن شقيق الأميرة ديانا انتقاده للصحافة بعد وفاتها عام 1997، عندما ألقى خطاباً مثيراً للجدل في جنازتها تعهد فيه بحماية ابنيها وليام وهاري من التطفل الذي تعرضت له أمهما، قائلاً إن «الصحافة هي التي تسببت في موت ديانا»، بسبب الملاحقة التي تعرضت لها قبل لحظات من الحادث المروع الذي أودى بحياتها.
وتزامن ذلك مع رصد الجماهير لكيفية تعامل الصحافة مع الحادث، وكيف كان الأمر استفزازياً، لأنهم اهتموا بتصوير الحادث بدلاً من طلب الإسعاف للأميرة، خاصةً أن هذا ما كانت تخاف منه الأميرة في السنوات الأخيرة من حياتها، أن تموت عبر مطاردتها من قبل «الباباراتزي».
ميغان تلجأ للقضاء
قامت ميغان ماركل، زوجة الأمير البريطاني هاري ودوقة ساسكس، بمقاضاة شركة «أسوشيتد نيوزبيبرز»، التي تصدر صحيفة «ميل أون صنداي» الشعبية، بتهمة انتهاك خصوصيتها بعدما نشرت رسالة أرسلتها إلى والدها توماس ماركل، وتناولت فيها الخلاف بينهما بسبب أحداث وقعت قبل حفل الزفاف.
كانت الصحيفة قد حصلت على هذه الرسالة من والد ميغان، في محاولة منه للدفاع عن نفسه بعد أن أخبر أصدقاء ميغان مجلة «بيبول» بأنها كتبت رسالة «مؤثرة ومحبة» إلى والدها، في محاولة منها لإصلاح علاقتها، في حين أكد الأب أن الرسالة لم تتضمن أي محاولة لرأب الصدع بينه وبين ابنته، واصفاً إياها بأنها كانت «خنجراً في القلب».
وفي الوثائق التي أرسلت إلى المحكمة العليا، قال محامو ميغان إن الصحف الشعبية ضايقت، وأهانت والدها، وأسهمت في حدوث خلاف بينهما، وإن صحيفة «ميل» حرفت فيما نقلته عن الرسالة التي أرسلتها إليه.
وجاء هذا الإجراء القانوني بعد أن أعلنت ميغان وزوجها هاري، نجل الملك تشارلز الثالث ملك بريطانيا، مقاطعة أربع من الصحف الشعبية الرئيسية في بريطانيا، بسبب تغطية أخبارهما بطريقة مضللة وهجومية.
وقاضى الأمير هاري والمغني إلتون جون و5 شخصيات بارزة أخرى، شركة «أسوشييتد نيوز بيبرز»، وقالوا إنهم كانوا «ضحايا لعمليات اختراق هواتف، وانتهاكات خطيرة أخرى للخصوصية، قام بها صحفيون من صحيفتي (ديلي ميل) و(ميل أون صنداي)، أو محققون خاصون يعملون لصالحهما».