رأي

من حقنا أن نحلم معك سموك

كتبت إقبال الأحمد في صحيفة القبس.

احلم يا سمو الرئيس، ومن حق كل كويتي أن يحلم معك، حين خاب واقعنا وخابت آمالنا سنوات طويلة.

لم نتعود على رئيس وزراء يتكلم بطلاقة وثقة وثقافة بحس سياسي أكاديمي فيه من الشفافية والرغبة الصادقة بالعمل المخلص، كما سمعناه في اللقاء بين رئيس وزرائنا الجديد سمو الشيخ محمد صباح السالم الصباح والصحافة الكويتية الورقية والإلكترونية.

ولأكون أكثر دقة، فإن سمو رئيس الوزراء الأسبق الشيخ صباح الخالد صباح كان له لقاء مشابه، إلا أن اللقاء الأخير كان محط اهتمام أكثر، كون الظروف التي نعيشها في الكويت اليوم تجعلنا نتمسك بأي قشة تنتشلنا من غرق كاد أن يكون قريباً.

افتقدنا التقاء القيادة الحكومية بالإعلام الكويتي منذ سنوات مع قادة الصحافة والإعلام الذين يتكلمون باسم الشارع ويتبادلون وجهات النظر مع القيادات السياسية.

  • سؤال القبس ممثَّلةً في رئيس تحريرها السيد وليد النصف حول تأثير ما أسماه بـ «صراع الأسرة» على تحقيق أحلام سمو الرئيس لحاضر مستقبل الكويت، وتخفيف أبوصباح لهذا المصطلح به بـ «تفاوت بالآراء» وهو خلاف عادي.. كما في أي أسرة كويتية عادية، كان لي وقفة عنده.
  • وليسمح لي سمو الرئيس بالقول إن أخلاقه وروحه قد أبعدته قليلاً عن الواقع الذي عشناه في فترات سابقة وقد «يكون لا يزال»، ولي أنا هنا تعليق بسيط.
  • أي خلاف في أي أسرة كويتية سموك بالتأكيد لن يؤثر في مستقبل وطن، أما إذا طال ذلك أسرة الحكم، فإن لذاك بالتأكيد تأثيراً مباشراً في سير الحياة السياسية ومن ثم في مستقبل البلاد، وشهدنا ذلك واضحاً خلال الفترات السابقة.
  • لذلك فإن كلمة «صراع» تحمل في طياتها أكثر من خلاف في وجهة نظر، بل تتطلع إلى ما هو أكبر من وجهة نظر.
  • هذا الخلاف كما تحب أن تسميه سموك.. هو ما يتخوف منه أغلب أهل الكويت وهو هاجسهم الأول والاخير، بعد تجارب مؤلمة ومؤسفة أثرت في ما كان أي قائد أو رئيس وزراء يطمح له لدفع عجلة التنمية عندنا، والتي برَكَت في مكانها سنين طويلة.
  • نقطة مضيئة في هذا الجانب، أعتقد أننا نعيش بعض الشفافية بين الشعب والقيادة، بغض النظر عن مستوى هذه الشفافية، ‏وأن يسمح للحديث عن خلافات أسرة الحكم.. بين رموز الاسرة وافراد من الشعب كصحافين او اعلاميين، كما شهدناه في هذا المؤتمر الصحافي، وامام شاشات التلفزة ودون اي رتوش او مونتاج وعلى الملأ، وهذا والحمد لله ما يُميزنا ونحن فخورون بذلك كثيرا.
  • إلا ان ذلك ليس كل شيء، فالديموقراطية والانفتاح ما بين الحكومة والشعب لا يُغنيان ابدا عن التطور والانطلاق نحو افق التنمية الواسع.‏

‏اعجبتني النقطة التي اثارها السيد سامي النصف نائب رئيس تحرير النهار ‏حول أهمية وضرورة انفتاح البلد لتحقيق كل مشاريع أحلامنا، وضرورة «الفصل بين الهاجس الأمني والانفتاح الاقتصادي»، بدليل أن كل دول الخليج لم تنهض إلا بعد أن انفتحت.

في مثل الانغلاق الذي نعيشه في الكويت اليوم من خلال القوانين والتشريعات فذلك يؤثر سلبا بالتأكيد.. في قبول أو رغبة أي فرد في زيارة الكويت أو الاستثمار فيها، لان قوانينها واجراءاتها طاردة له ولأحلامه وتطلعاته في الكويت.

‏يبقى القول ان في رقبتك يا سمو الرئيس مسؤولية كبيرة، ليست في تحقيق كل الأحلام التي تحدثت عنها سموك، بل في انتشال هذا الوطن وهذا الشعب من حالة الإحباط وفقدان الأمل، لأن الشعب اليوم يعتبر أن هذه قد تكون الفرصة الأخيرة، التي لن يتحمل الشعب الكويتي أي إخفاق فيها.

وفق الله سموك، ونحن كلنا نعينك ونعاونك ونسندك ونساندك، تعرف لماذا سموك؟ لان بقدراتك ومواصفاتك، يسبقهما حزم قيادة صاحب السمو الشيخ مشعل الاحمد الصباح، املنا الاخير.

أؤكد وأضم صوتي للزميل ماضي الخميس.. بدعوة سمو الرئيس الى «الصبر»، بعد أن نقل لسموه مقولة «أنت من المؤمنين بمبدأ الاستقالة..»، وأجمل ما بالأمر، أن سموه انفجر ضاحكاً.

يا عساها ضحكة دايمة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى