رأي

من أجل فلسطين

منذ لحظة بدء العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة، هبّت دولة الإمارات لتقديم الدعم للأشقاء الفلسطينيين، انطلاقاً من التزامها الوطني والإنساني بمجابهة الكارثة التي يواجهونها، والتخفيف من حجم أوضاعهم الإنسانية المأساوية.

إن «عملية الفارس الشهم 3» التي تتولى مهمة هذا الدعم تجسّد مدى التزام دولة الإمارات بالوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في كل الملمات التي يواجهها، ويستند إلى تاريخ طويل من العمل السياسي والإنساني والإغاثي الذي لم ينقطع حتى في الظروف العادية، فكيف وهو يواجه الآن واحداً من أصعب الظروف وأقساها؟

ضمن «عملية الفارس الشهم 3» انطلقت الجسور الجوية والبحرية من الإمارات إلى العريش، ومن ثم إلى رفح، محملة بآلاف الأطنان من المواد الغذائية والمستلزمات الطبية والخيام والألبسة، والتي تم توزيعها على المحتاجين والفئات الأكثر ضعفاً والأطفال وكبار السن، في محافظة رفح ودير البلح ومناطق البريج وخان يونس والشابورة.

وبما أن رفح باتت الآن ملجأ لأكثر من مليون ونصف المليون نازح من شمال القطاع ووسطه، وباتت الأكثر كثافة على وجه الأرض وفق المنظمات الدولية الإنسانية، ينتشرون على مساحة 64 كيلومتراً مربعاً، ويواجهون كارثة حقيقية في حال نفّذت إسرائيل وعيدها بالاجتياح، فإن المساعدات الإماراتية؛ بتوجيهات من صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تتكثف للتخفيف عن هؤلاء الذين يعيشون في ظروف قاسية خلال فصل الشتاء، مع انعدام المأكل والملبس والرعاية الصحية وانعدام مياه الشرب وانقطاع الكهرباء. خصوصاً أن الجيش الإسرائيلي تعمد

تدمير المستشفيات والمدارس ومحطات المياه ومراكز الإيواء في إطار العقاب الجماعي للشعب الفلسطيني، بما ينتهك كل القوانين الدولية الإنسانية، وصولاً إلى حرب الإبادة.

ولأن الإمارات تلتزم بمسؤولياتها ودورها الوطني والقومي والإنساني فإنها مع كل يوم تقدّم نموذجاً جديداً للعطاء في توفير ما يلزم من مساعدة للأشقاء الفلسطينيين والتخفيف عنهم.

وفي إطار «عملية الفارس الشهم 3» دخلت قبل يومين قافلة من 14 شاحنة معبر رفح محملة بأكثر من 300 طن من المساعدات الإنسانية، تتضمّن خيماً ومستلزمات طبية ومواد غدائية متنوعة، كما وصلت قبيل ذلك سفينة مساعدات إلى مدينة العريش محملة ب 4544 طناً من المساعدات الإنسانية تمهيداً لإدخالها إلى القطاع، كما تم إنشاء 6 محطات لتحلية المياه بقدرة إنتاجية تصل إلى ملونين و200 ألف غالون يومياً، وأرسلت 5 مخابز أوتوماتيكية لمواجهة النقص الحاد في الخبز داخل القطاع، وكانت قد أقامت المستشفى الميداني الذي استقبل حتى الآن أكثر من 5 آلاف حالة.

لقد بلغ حجم المساعدات الإماراتية ضمن «عملية الفارس الشهم» حتى 18 من الشهر الحالي أكثر من 15755 طناً، وتم إرسال 163 طائرة شحن، وسفينتي شحن، و476 شاحنة براً.

هذا الدعم الإماراتي للشعب الفلسطيني الشقيق الذي يعتبر الأكبر والأضخم منذ بدء العدوان الإسرائيلي هو نموذج للدور الإنساني الذي تقوم به، في إطار إيمانها الثابت بأن ما تقوم به هو جزء من مسؤولياتها تجاه القضية الفلسطينية، وتعبير عن أصالة شعب الإمارات وتمسكه بالمبادئ الإنسانية التي وضع أسسها المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، امتداداً إلى قيادتنا الرشيدة الآن، التي لا تألو جهداً في ترجمة ذلك كل يوم وفي كل مكان.

المصدر: الخليج

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى