مكتب هيئة تحقيق الرؤية
كتب لواء م. فيصل الجزاف في صحيفة السياسة.
اعتمدت الحكومة وأقرت خطة «رؤية الكويت 2035»، منذ سنة 2014، وكان ذلك عنواناً مغرياً وجميلاً، وكانت التمنيات كبيرة لتحقيق هذه الرؤية، لكنها تعثرت، فيما الأسباب متعددة، وكانت هناك عراقيل جمة لا مجال لذكرها.
روى لي صديق أنه تقدم بمشروع تأهيل لمستشفيات إحدى الدول المجاورة، وقد تمت دعوته للاجتماع مع فريقه الطبي، وحضر في الموعد المقرر، فوجد أكثر من عشرين شخصا ملتفين حول طاولة الاجتماعات، ورئيس بدرجة عالية، وفي ذلك مكتب اسمه «مكتب هيئة تحقيق الرؤية».
وقد جرت مناقشته من الناحية الطبية والمالية، ونسبة التغيير والنتائج المرجوة، وفي المرحلة الثانية جال على جميع المناطق المراد تأهيل المراكز الصحية فيها، برفقة مسؤولي وزارة الصحة، وتبع ذلك إجراءات أخرى، انتهى ما قاله الصديق.
ما هو هذا المكتب؟
هو عبارة عن مجموعة من المتخصصين في كل المجالات المختلفة، سواء العلمية أوالطبية أوالخدماتية وغيرها، ويوجد فيه مجموعة من المراقبين الماليين عن المناقصات لإعتمادها بعد إقرار اللجنة بالمشروع، ولهذا لا يتجاوز أي مشروع يقدم الى هذا المكتب من جهات الدولة أياً كان نوعه، مدة شهرين، وبعدها يطرح للتنفيذ مباشرة بعد اعتماده من صاحب القرار.
- القصد من هذا النموذج ابعاد الشبهات عن مسؤولي الجهات الحكومية في التحيز لاختيار الشركات قبل طرح المناقصة، كما انه يحقق الحوكمة والشفافية، والسرعة في التنفيذ بعيداً عن أي تدخلات، أو ضغوط للحصول على المشاريع.
بات من الضروري الأخذ بمثل هذا النموذج المميز، وبما يتناسب مع الرغبة في كسر الجمود في تنفيذ المشاريع، تحقيق أعلى درجة من النزاهة لتحقيق أهداف الرؤية ونجاحها، وطي صفحة الجمود والتأخير، والفساد، للحاق بزمن التغيير في مسيرة التنمية.
نسأل الله أن يحفظ الكويت وشعبها، وأن نرى قريباً كويتا جميلة وزاهرة، تتجاوز كل السلبيات في ظل قيادة حضرة صاحب السمو الأمير، حفظه الله ورعاه، وأن يعين سمو رئيس مجلس الوزراء على حمل الأمانة في تحقيق «رؤية الكويت 2035».
اللهم أرحم شهداءنا الأبرار.