مقاطعة “كوب” الإيطالية منتجات إسرائيل

شهدت مدينة تريفيزو، الواقعة في إقليم فينيتو بشمال شرقي إيطاليا، موجة جدل واسعة عقب قرار سلسلة متاجر “كوب أليانزا 3.0” وقف بيع المنتجات الإسرائيلية، في خطوة وُصفت بأنها “رمزية” للتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني، ما أثار انتقادات حادة من القوى اليمينية والداعمة لإسرائيل. في الأيام الأخيرة، ظهرت في فرع “كوب” بمدينة سبريزيانو (على بُعد 12 كيلومتراً شمالي تريفيزو) لافتة برتقالية تُعلن أن “بيع عبوات صودا ستريم ومثيلاتها متوقف مؤقتاً لأسباب لوجستية”، في حين اتضح لاحقاً أن السبب الحقيقي سياسي الطابع.

وكانت “كوب أليانزا 3.0″، إحدى كبرى التعاونيات الاستهلاكية في إيطاليا وعضو في منظومة الجمعيات التعاونية الوطنية، قد أعلنت أواخر يونيو/حزيران أنها قررت “إزالة المنتجات الإسرائيلية من رفوفها تضامناً مع المدنيين الفلسطينيين المتضررين من الحرب والجوع في غزة”.

وأوضح بيان الشركة أن هذا القرار، الذي يُعد الأول من نوعه على مستوى سلاسل المتاجر الكبرى في البلاد، يشمل منتجات الفول السوداني الإسرائيلية، وصلصة الطحينة، والمياه الغازية لشركة صودا ستريم. في موازاة ذلك، شرعت بعض فروع “كوب أليانزا 3.0” في بيع مشروب “غزة كولا”، وهو منتج أُطلقه ناشط فلسطيني بهدف دعم إعادة بناء مستشفى الكرامة في غزة بعد تدميره في الغارات الإسرائيلية – في خطوة اعتُبرت بمثابة دعم رمزي إضافي لأهالي القطاع.

هجوم على كوب

وأضافت: “إسرائيل لا تُشكّل استثناءً ضمن سياسة كوب الوطنية، وقد جرى التأكيد على هذا المبدأ خلال اجتماع رئاسة (ANCC)الجمعية الوطنية للتعاونيات الاستهلاكية”. وأكد البيان أن الموقف الرسمي للمنظومة لا يقوم على إطلاق حملات مقاطعة منهجية، بل يترك حرية القرار للشركاء والمستهلكين الذين يمثلون أطيافاً وآراء متنوعة “جميعها تستحق الاحترام بالتساوي”.

أما صحيفة “كورييري ديل فينيتو”، فقد نشرت في 3 يوليو/تموز تقريراً بعنوان: “كوب لم تعد تبيع منتجات إسرائيل… لكن في متجر سبريزيانو يكتبون: مشاكل لوجستية”. وسلط التقرير الضوء على الغضب الذي أثارته اللافتة بين عدد من الزبائن، أبرزهم باولو تالياپييترا، مسؤول التعليم السابق في المجلس المحلي لبلدية سبريزيانو، والعضو في حزب رابطة الشمال اليميني المتطرف.

وبحسب الصحيفة، قام تالياپييترا بوضع لافتة خاصة به قرب لافتة المتجر من دون تنسيق مع الإدارة، كتب فيها: “لا توجد مشاكل لوجستية. الحقيقة أن منتجات صودا ستريم أُزيلت لأنها إسرائيلية المنشأ. هذا قرار متعمد من كوب، ويُسمى مقاطعة. إنكاره دليل على سوء نية”. وأضاف: “المقاطعة خيار مشروع في ديمقراطيتنا، وإن كنت أختلف معه. لكن ما أرفضه هو المواربة والتلاعب بالألفاظ.

يجب احترام عقول الزبائن وتسميه الأمور بأسمائها”. وانتقد تالياپييترا ما اعتبره “سوء تواصل” من جانب المتجر، مؤكداً أن قراراً كهذا كان يستوجب توضيحاً شفافاً للأعضاء والزبائن بدلاً من استخدام عبارات غامضة. أما الجالية اليهودية في ميلانو، فقد عبّرت عن غضبها الشديد من قرار “كوب أليانزا 3.0”. وقال رئيسها والكر ميغناغي في بيان: “هذا القرار يُعيدنا إلى أسوأ تقاليد النازية والفاشية”، واصفاً إياه بـ”الخطير” وأنه “يُغذي مناخاً من العداء لليهود”.