مفتي بعلبك والهرمل افتتح مسجد السبيل في عرسال: بالمؤسسات نبني الشعوب والامم

اكد مفتي بعلبك والهرمل الشيخ خالد الصلح،  أنه “بالمؤسسات نبني الشعوب والأمم، كيف لا، ونحن نفتتح مسجدا ومراكز تعليم، يعني أننا نغلق سجونا ودورا للفسق والفجور”، مشيرا الى ان “عرسال بحاجة لمثل هذه المشاريع التنموية لتكون قادرة على تحمل عبء ما هو موجود عندها، بعد غياب الدولة، وغياب المجتمعات كلها، لأنه في فترة من الفترات، وصفوا عرسال بقمة الإرهاب والتطرف وزعزعة الأمن، بينما من يدخل إليها يجد الطيبة والمودة والرحمة والصدر الرحب الذي يتسع للجميع”.
 
كلام المفتي الصلح جاء خلال رعايته حفل إفتتاح مسجد السبيل 2 في مجمع “بر الوالدين” التابع لجمعية الوعي والمواساة الخيرية في البلدة، الذي نظمته الجمعية، في حضور رئيس الجمعية محمد قداح، رئيس بلدية عرسال باسل الحجيري، رئيس بلدية داريا في اقليم الخروب المهندس عبد الناصر سرحال، مدير الازهر في عرسال الشيخ محمد خير الحجيري، ووفد من “جمعية ماليزيا فور سوريا” و”جمعية ماي فاند اكشن” الماليزيتين ممولتا مشروع المسجد والشيخ حسن مرعي عودة الذي قدم قطعة الارض لبنائه، عضو المكتب السياسي في “تيار المستقبل” طارق الحجيري، وفاعليات. 
 
وقال:”أهلنا في عرسال الأبية، بجميع أطيافها ومكوناتها، جاء الخير فكنتم اهل لرد الجميل لذلك الخير، وأهل لاستقباله كيف لا، وانتم الذين حملتم على ظهوركم واكتافكم هذا الكم الهائل من إخواننا وأهلنا الذين لجأوا وهاجروا اليكم ووجدوا في هذه الأرض المباركة كل الترحاب وكل المودة والحب والعطف”.

أضاف:”أشكر جمعية الوعي والمواساة ودولة ماليزيا التي جاءت إلى هذه المنطقة لتضع حجر الأساس للمسجد، لبيت من بيوت الله، وكم هو عظيم أن يكون هؤلاء الأهل الطيبون قد تقبلوا ذلك لوجه الله تعالى، وخصوصا الشيخ حسن الذي جعل ذلك برا بوالديه، فكم هذا الأمر عظيم، ويا ليتنا جميعا نكون على هذه الخطى”.
 
وختم:”هذا الموقع، وقبالته مجمع آخر يقوم، وهو مجمع الأزهر، فكم هذه ستحضن من أبنائنا وبناتنا عن طريق الهوى والشر، لأنهم يحضنون أولادكم بتعليم القرآن الكريم وشرع النبي محمد، وبهذا تنم الأمم، ولولا هذه المشاريع، لكان حال عرسال غير هذه الحال، لأن الولد ان لم نشغله، سينشغل بأمر آخر، فنحن عندما نربيه على كتاب الله وسنة رسوله نحفظه ليكون بارا بأهله ومجتمعه”.
 
ثم ألقى المدير العام لجمعية الوعي عماد سعيد كلمة الجمعية، وشكر الوفد الماليزي الممثل بالسيدة فاريزا باهار عن جمعية ماليزيا فور سوريا وممثلين عن جمعية ماي فوند أكشن”، ونوه بـ “الدور الماليزي في تحقيق مشروع افتتاح المسجد، حيث قطعوا الاف الاميال من دولة ماليزيا البلد الطيب، ليشاركوا في افتتاح المسجد الذي ساهموا في بنائه وتشييده”.
 
كذلك، شكر سعيد الشيخ حسن مرعي عودة “الذي وهب الارض عن روح والديه ليبني عليها مسجدا، وقد بارك الله تعالى هذا العمل الطيب وهذا الجهد المبارك ليصبح مجمعا وصرحا تربويا وتعليميا ومسجدا لتقام فيه الصلوات والجمع”.
 
وقال: “يحوي هذا الصرح بالاضافة الى المسجد، مركزا لتعليم وتحفيظ القرآن الكريم وعلومه، ومركزا تعليميا تربويا، بالاضافة الى مركز للتدريب المهني والتقني متعدد الاختصاصات، لنساهم في انشاء جيل واع ومثقف ومنتج. ليبقى لنا من الاحتياجات لهذا المشروع البئر الارتوازية مع فلتر المياه ليكون سبيلا عذبا للجيران واهالي البلدة”.
 
وختم شاكرا الدولة الماليزية وشعبها والمفتي الصلح وبلدية عرسال والشيخ عودة وكل من ساهم في تحقيق هذا المشروع، آملا في القريب العاجل في أن تفتتح الأقسام الأخرى.
 
من جهتها، القت باهار كلمة أشارت فيها الى ان “فكرة بناء المسجد، جاءت حين كانت تتجول في المخيمات، حيث وجدت النازحين السوريين يصلون في الخيم وفي غرف غير مؤهلة، فكان لا بد من إنشاء هذه السلسلة من مشاريع المساجد في تركيا  وسوريا  ولبنان، على أمل أن تتابع هذه الأنشطة من إنشاء خيم للنازحين ومساعدتهم”، تلاها اسماعيل من “جمعية ماي فوند أكشن” (الماليزية) جمعية الوعي والمواساة وكل المؤسسات المشاركة، وشكر الدولة اللبنانية والبلدية، ودار الإفتاء على رعايته، لأنهم سمحوا لنا في تحقيق هذا المشروع”.
 
تخلل الحفل عرض شريط مصور عن تاريخ تأسيس الجمعية منذ 30 عاما في خدمة المجتمع، وتقدم الخريجين من المستويات كافة، وعلى مختلف الصعد من الاختصاصات المهنية والحرفية من خلال مراكزها التأهيلية على  الاراضي اللبنانية، بالاضافة الى الرعاية الطبية للمقيمين والنازحين السوريين وغيرها من التقديمات والخدمات الاغاثية.

وفي الختام سلم سعيد المفتي الصلح درعا عربون وفاء وتقدير، بدوره سلم الصلح ورئيس الجمعية محمد قداح وسعيد الوفد الماليزي درعين تكريميتين للشيخ عودة واهب الأرض.
وبعد قص شريط الافتتاح جال الجميع  في المسجد وفي اقسام المجمع.