أبرزرأي

مفاوضات باريس: صفقة محتملة..والمشوار طويل ومعقد

باريس – حسين زلغوط, خاص موقع “رأي سياسي”:

صحيح ان الجلسة الثالثة من المفاوضات التي عقدت الاسبوع الفائت في العاصمة الفرنسية باريس ، والتي ركّزت على صياغة صفقة جديدة لتبادل الأسرى والرهائن بين اسرائيل وحركة “حماس” قد أحيطت بكتمان شديد بفعل رغبة ألأطراف المشاركة في عملية التفاوض، غير أن المعطيات الأولوية تفيد بأن الأجواء كانت إيجابية ومرنة الى حد يمكن معه القول أن تقدماً وإن كام حذراً قد حصل ، يمكن المراكمة عليه للوصول الى النتائج المتوخاة، حيث اتفق على إزاحة الأمور المعقدة لمرحلة تفاوضية أخرى.

ويمكن التأكيد وفق مصادر إعلامية مواكبة هنا في باريس، أن المباحثات التي شارك فيها ممثلون عن الولايات المتحدة الأميركية ، ومصر ، وقطر، واسرائيل ، قد انبثق عنها وضع اطار اتفاق يتضمن في مراحله الأولى هدنة لشهر ونصف ، على أن تفرج “حماس” عن ما يقارب الأربعين محتجزاً ، مقابل اطلاق المئات من المعتقلين والأسرى الفلسطينيين في السجون الاسرائيلية، من بينهم ذوو محكوميات عالية.

وقد ابلغت هذه المصادر موقع “رأي سياسي” أن المرحلة الاولى من الإتفاق المتدرج سيتم تنفيذها قبل حلول شهر رمضان المبارك ، على أن يعود المتفاوضون الى الاجتماع ثانية للبحث في قضايا مؤجلة مثل عدد الأسرى، وعودة سكان الشمال بالتزامن مع انهاء الحرب وانسحاب الجيش الاسرائيلي من قطاع غزة ، مشيرة الى ان حركة “حماس” التي شاركت في لقاءات في العاصمة المصرية، وكذلك في العاصمة القطرية الدوحة، أبدت مرونة لم تكن هي نفسها في الاجتماعات السابقة، وفي حال جرت الأمور وفق المتوقع فإن الهجوم الاسرائيلي على رفح يصبح مستبعداً .

ويؤكد هؤلاء أن المحادثات التي جرت ليوم واحد في باريس وشارك فيها مدير وكالة المخابرات الاميركية وليم بيرنز، ورئيس وزراء قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، ومدير المخابرات المصرية عباس كامل، ورئيس الموساد الاسرائيلي ديفيد بارنياع، اتسمت بالإيجابية باعتراف اكثر من طرف مشارك في هذه المفاوضات ، وأن النقطة الخلافية الأساسية تتمحور حول استمرار تل ابيب في رفض انهاء الحرب .

وفي هذا السياق تؤكد المصادر بناء على معلومات وصلتها من أحد الأطراف ، انه ورغم ضخ هذا الكم من الايجابيات عن الاجتماعات التي تحصل ، فانه لم تبرز مؤشرات توحي باقتراب نهاية الحرب في غزة، وأن مشوار التفاوض ما زال طويلا وشاقاً، رغم الجهود الكبيرة التي تبذل من أجل وقف نار دائم، وهذا ناجم عن استمرار بنيامين نتنياهو في التصلب في مواقفه ، الرامية الى اطالة آمد الحرب علّه يسجل نصراً ما، وفقاً لما كان حدده مع بداية الحرب.

ويعتقد هؤلاء أن حسم الهدنة الرمضانية بات أقرب الى الواقع ، وأن الاجتماع الذي سيعقد في قطر في غضون ساعات ، سيضع خارطة طريق للبدء في تنفيذ ما اتفق على عناوينه العريضة في فرنسا ، من دون ان نسقط من الحسبان فرضية أن تنقلب تل ابيب مجددا على ما يمكن وصفه بالاتفاق المتدرج، لأنه سينفذ على مراحل ، علماً أن صحف اسرائيلية نقلت عن مصادر موثوقة ان الاتفاق سيكون سريعاً ، بعد أن تم إحراز تقدم كبير في اجتماعات فرنسا، فيما تؤكد مصادر في “حماس” ، أن ما يحكى عن تفاؤل بإمكانية إبرام صفقة مبالغ فيه ، وأن نتنياهو ما زال يتهرب ويلعب على عامل الوقت ، ريثما يأتيه من يخبره بتحقيق انجاز ما في غزة، وهذا يعني أن الطريق لم تعبّد بالكامل بعد أمام هدنة تفضي لوقف العدوان لاسابيع وتبادل اسرى ومعتقلين وإدخال مواد غذائية ومحروقات الى قطاع غزة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى