مفاجآت كبرى ستشهدها الايام المقبلة.. طهران وموسكو الى المواجهة؟!
كتبت ميرفت ملحم في “Lebanon 24”:
لم يكن التوقيت الروسي في اقتحام الخطوط الاوكرانية بريئا او غير مدروس او حتى مغامرة كما رآه البعض، وانما جاء في مرحلة مفصلية حيث الاقفال الخارجية تستعد ابوابها لاستقبال مفاتيح الاتفاق الاميركي الايراني وملاحقه الاخرى بين ايران وغيرها من الخصوم، في لحظة تستعد فيها الدول الاوروبية لاستعادة انفاسها الاقتصادية بعد حالة من الوهن والشلل الكبير نتيجة جائحة كورونا وغيرها من الاسباب .والدلالات على ذلك ما أطلت به موسكو بالامس باشتراطها لتوقيع الاتفاق الاميركي الايراني الى جانب الغرب تقديم “ضمانات مكتوبة بأن العقوبات لن تؤثر على حقها في التعاون التجاري والاقتصادي والاستثماري والفني العسكري الحر والكامل مع ايران”.
اذا حتى الساعة يتعاطى الدب الروسي حيال حربه على اوكرانيا وتداعياتها عليه – اقله على مستوى العقوبات المفروضة – بدم بارد واضعا كل اوراقه على طاولة اللعب حد ” الصولد وأكبر”. وهذا ما تدركه واشنطن وحتى اوروبا، من هنا ما زالوا يتعاطون مع الازمة كغرفة طوارىء لاستقبال مصابي الحرب وتقديم المساعدات فقط. وحتى العقوبات التي فرضوها على موسكو ، فهي لم تكن سوى مجرد “ضرب دون ايلام”.
إتفاقية إيران وروسيا: طلقة تحذيرية للغرب
فائز غير متوقع من الأزمة الأوكرانية: إيران!
على ذلك كشفت المعطيات الاخيرة، ان هناك من هو اكثر توجسا وقلقا من الحرب الروسية على اوكرانيا، الا وهي ايران، اذ انه منذ اندلاع الازمة بدت التصريحات الايرانية مشوشة، ترجمها امتناعها عن التصويت على مطالبة الجمعية العامة للامم المتحدة التي عقدت بشكل طارىء في مطلع الشهر الجاري روسيا بوقف اطلاق النار فورا في اوكرانيا وسحب قواتها العسكرية، ومواقف بعض القيادات الايرانية التي حاولت خلق مبررات للهجوم الروسي بما يحمل في طياته اعترافاً ضمنياً منها بعدم صوابية قرار موسكو في ذلك.
القلق الايراني هذا يجد منطلقاته من سوريا اولاً ومصير تواجده فيها، فيما لو اتت التسوية على حساب طهران او فيما لو حركت الجبهة الاسرائيلية باتجاه مواقعها في سوريا خاصة على الحدود السورية مع فلسطين المحتلة، والمعلوم ان موسكو وقعت في العام 2018 اتفاقا مع واشنطن في هلسنكي، اعلنت فيه التزام الدولتين ضمان أمن اسرائيل. هذا عدا عن كون موسكو تضم اكبر لوبي يهودي وله تأثيره في سياستها بما يشكل ورقة ضغط يمكن استخدامه للمساومة، عدا ما يحمله التاريخ الايراني من ذكريات الحرب التي لم تنمح منها “عملية الإحياء” التي حصلت خلال الحرب العالمية الثانية في العام 1941 والتي نفذتها في حينها القوات السوفياتية والبريطانية وبعض الوحدات العسكرية التابعة لمنظمة الكومنولث بغرض تأمين حقول النفط الايرانية ومنع القوات الالمانية من السيطرة عليها وضمان خط امداد وتموين آمن وتموين مستمر للقوات السوفياتية المشاركة في الحرب.
مما لا شك فيه ان الرصاصات الروسية التي طالت طاولة فيينا اصابت طهران في رجلها في محاولة لمنعها من استعادة انفساها المتعطشة لدخول السوق الاقتصادي والنفطي العالمي بشكل خاص وطرح نفسها كخط امدادات نفطي بديل خصوصا باتجاه دول الهلال الخصيب وعبرها، بهدف تعزيز نفوذها بكلفة اقل ومدخول اكبر.من هنا تتجه الايام المقبلة لتفجير بعض المفاجآت والتطورات في العلاقة الروسية- الايرانية وذلك من بوابة مفاوضات فيينا والمؤشرات على ذلك بدات مع ما حمله تصريح وزير الخارجية الايراني الاخير من حسم بان ايران لن تسمح لاي احداث خارجية بالتأثير في مصالح ايران الوطنية في مفاوضات رفع العقوبات.