
كارول سلوم .
خاص رأي سياسي…
لا يكتمل الاحتفال بعيد الفصح لدى الكثير من أبناء الطائفة المسيحية من دون الانهماك بتحضير معمول العيد وسلق البيض وتلوينه …هي عادة لم يتخل عنها كثيرون في احلك الظروف ، إذ أنها الوحيدة التي تعكس مدى تعلقهم برمزية المناسبة وأهمية إحيائها. وتحرص ربات المنزل على أن يكون المعمول ” شغل ايد ” كي تحل البركة ولذلك ينصرف بعضهن إلى التحضير له قبل ثلاثة أيام من حلول العيد، كي يكون جاهزا في أحد الفصح واثنين الباعوث.
معمول بجوز بفستق وبتمر .. هي التشكيلة التي يتم تحضيرها ويتسابق النسوة على تقديمها وابراز مواهبهن في هذا المجال ، فطعمة المعمول لا تقاوم . وفي المقلب الآخر، هناك ممن يفضل شراء المعمول الجاهز توفيرا للوقت والتعب، دون ان ينغمس في فرحة تجهيزه بحضور الصديقات والجارات الحاضرات دوما للمساعدة في اعداده.
هذه العادة لم تتبدل في أي وقت من الأوقات في لبنان ، إلى أن فرضت الأوضاع الراهنة واقعا جديدا دفع بكثيرين إلى التخلي عن هذه العادات الأساسية أو تقليصها . التحضير لمعمول العيد مكلف جدا و أغراضه من زبدة أو سمن و طحين وحليب وسكر وجوز وفستق وغير ذلك باتت تتجاوز ال ٣ ملايين ليرة لبنانية ، هذه أن كانت الكمية قليلة . اما البيض فتتراوح أسعاره بين ٢٩٠ الف ليرة و٣٢٠ الف ليرة لبنانية، في حين أن كيلو شوكولا البيض المخصص للمناسبة تجاوز سعره ال ٢٥ دولارا وارتفاع هذا السعر مرتبط بنوعية المواد التي يتضمنها والمحال التي تبيعها.
موقع “رأي سياسي ” جال على بعض محال الحلويات ورصد أسعارا متفاوتة بين محل وأخر.. التسعير بالدولار وبعضها يبيع بالدزينة والبعض بالكيلو . وقد وصل سعر المعمول إلى ٢٠دولارا للكيلو الواحد المشكل ، في حين أن محلا آخر له اسمه المعروف فيبيع الكيلو ب ٣٠ دولارا . هذه الأسعار التي تلهب الجيوب قد تدفع بكثيرين إلى شراء نصف كيلو ” للبركة” فقط ، من دون تقديم الضيافة التي يشتهر بها اللبناني .ما يعني في المختصر شراء المعمول أو تحضيره في المنزل أصبح يتطلب ميزانية سواء بالعملة الوطنية أو الدولار دون إغفال الجهد الذي يتطلبه.
وتقول نهى زكا ل “راي سياسي” أنها أشترت اغراض المعمول عندما كان الدولار بحدود ال ٤٠ الفا وخبأتها كي تتمكن من تجهيز حلوى العيد التي اعتاد عليها أبناؤها وأحفادها، وتقول أنها تنتظر هذا العيد على الرغم من صعوبة الوضع ، مشيرة إلى أن تحضير المعمول متعب وبتطلب وقتا لكنها لم تشعر في أي مرة من المرات أنها عاجزة عن هذه المهمة.
بدورها تؤكد انطوانيت عيد أنها تفضل معمول البيت على شرائه وهذه المرة اعدت كمية قليلة للمنزل فقط بعدما كانت توزع منه على الأقارب والأصدقاء .فهي لم تتمكن من شراء بيض الشوكولا نظرا لارتفاع سعره.
اما جارتها ليلى كرم فتقول أنها جهزت كعك العيد نظرا لرخص ثمن مقاديره نوعا ما ، فالمهم كما تؤكد احياء المناسبة الدينية بايمان ، وتشير إلى أنها رفضت استبدال عادة سلق البيض وتلوبنه باعتبار أن احفادها يتشاركون هذا العمل.
نادين سعادة من جهتها، تشير إلى أنها أشترت مقدار دزبنة ونصف من المعمول للشعور بالعيد وبركته إذ لا إمكانية لديها لشراء أكثر ، وهناك ممن اختار هذه الخطوة أيضا مثلها ، متوقفة عند غياب زبارات المعايدة التي كانت تقوم بين الناس في هذه المناسبة تجنبا للضيافة.
بالطبع ثمة كثر ممن قرر الابقاء على الحد الأدنى من مظاهر الاحتفاء بالمناسبة، وهناك ممن تسمح له أوضاعه المادية أن يشتري أو يصنع المعمول بوفرة ويحصل على شوكولا العيد ويزين منزله . ولكن في كل الأحوال، أصبحت المسالة متعلقة بالنجاح في تحدي الظروف في لبنان قدر المستطاع …
معمول العيد ..أسعاره نار وتحضيره يتطلب ميزانية
كارول سلوم .
خاص رأي سياسي…
لا يكتمل الاحتفال بعيد الفصح لدى الكثير من أبناء الطائفة المسيحية من دون الانهماك بتحضير معمول العيد وسلق البيض وتلوينه …هي عادة لم يتخل عنها كثيرون في احلك الظروف ، إذ أنها الوحيدة التي تعكس مدى تعلقهم برمزية المناسبة وأهمية إحيائها. وتحرص ربات المنزل على أن يكون المعمول ” شغل ايد ” كي تحل البركة ولذلك ينصرف بعضهن إلى التحضير له قبل ثلاثة أيام من حلول العيد، كي يكون جاهزا في أحد الفصح واثنين الباعوث.
معمول بجوز بفستق وبتمر .. هي التشكيلة التي يتم تحضيرها ويتسابق النسوة على تقديمها وابراز مواهبهن في هذا المجال ، فطعمة المعمول لا تقاوم . وفي المقلب الآخر، هناك ممن يفضل شراء المعمول الجاهز توفيرا للوقت والتعب، دون ان ينغمس في فرحة تجهيزه بحضور الصديقات والجارات الحاضرات دوما للمساعدة في اعداده.
هذه العادة لم تتبدل في أي وقت من الأوقات في لبنان ، إلى أن فرضت الأوضاع الراهنة واقعا جديدا دفع بكثيرين إلى التخلي عن هذه العادات الأساسية أو تقليصها . التحضير لمعمول العيد مكلف جدا و أغراضه من زبدة أو سمن و طحين وحليب وسكر وجوز وفستق وغير ذلك باتت تتجاوز ال ٣ ملايين ليرة لبنانية ، هذه أن كانت الكمية قليلة . اما البيض فتتراوح أسعاره بين ٢٩٠ الف ليرة و٣٢٠ الف ليرة لبنانية، في حين أن كيلو شوكولا البيض المخصص للمناسبة تجاوز سعره ال ٢٥ دولارا وارتفاع هذا السعر مرتبط بنوعية المواد التي يتضمنها والمحال التي تبيعها.
موقع “رأي سياسي ” جال على بعض محال الحلويات ورصد أسعارا متفاوتة بين محل وأخر.. التسعير بالدولار وبعضها يبيع بالدزينة والبعض بالكيلو . وقد وصل سعر المعمول إلى ٢٠دولارا للكيلو الواحد المشكل ، في حين أن محلا آخر له اسمه المعروف فيبيع الكيلو ب ٣٠ دولارا . هذه الأسعار التي تلهب الجيوب قد تدفع بكثيرين إلى شراء نصف كيلو ” للبركة” فقط ، من دون تقديم الضيافة التي يشتهر بها اللبناني .ما يعني في المختصر شراء المعمول أو تحضيره في المنزل أصبح يتطلب ميزانية سواء بالعملة الوطنية أو الدولار دون إغفال الجهد الذي يتطلبه.
وتقول نهى زكا ل “راي سياسي” أنها أشترت اغراض المعمول عندما كان الدولار بحدود ال ٤٠ الفا وخبأتها كي تتمكن من تجهيز حلوى العيد التي اعتاد عليها أبناؤها وأحفادها، وتقول أنها تنتظر هذا العيد على الرغم من صعوبة الوضع ، مشيرة إلى أن تحضير المعمول متعب وبتطلب وقتا لكنها لم تشعر في أي مرة من المرات أنها عاجزة عن هذه المهمة.
بدورها تؤكد انطوانيت عيد أنها تفضل معمول البيت على شرائه وهذه المرة اعدت كمية قليلة للمنزل فقط بعدما كانت توزع منه على الأقارب والأصدقاء .فهي لم تتمكن من شراء بيض الشوكولا نظرا لارتفاع سعره.
اما جارتها ليلى كرم فتقول أنها جهزت كعك العيد نظرا لرخص ثمن مقاديره نوعا ما ، فالمهم كما تؤكد احياء المناسبة الدينية بايمان ، وتشير إلى أنها رفضت استبدال عادة سلق البيض وتلوبنه باعتبار أن احفادها يتشاركون هذا العمل.
نادين سعادة من جهتها، تشير إلى أنها أشترت مقدار دزبنة ونصف من المعمول للشعور بالعيد وبركته إذ لا إمكانية لديها لشراء أكثر ، وهناك ممن اختار هذه الخطوة أيضا مثلها ، متوقفة عند غياب زبارات المعايدة التي كانت تقوم بين الناس في هذه المناسبة تجنبا للضيافة.
بالطبع ثمة كثر ممن قرر الابقاء على الحد الأدنى من مظاهر الاحتفاء بالمناسبة، وهناك ممن تسمح له أوضاعه المادية أن يشتري أو يصنع المعمول بوفرة ويحصل على شوكولا العيد ويزين منزله . ولكن في كل الأحوال، أصبحت المسالة متعلقة بالنجاح في تحدي الظروف في لبنان قدر المستطاع …




