رأي

معركة على هانوي: روسيا لن تحظى بعرفان فيتنام

تحت العنوان أعلاه، كتب يفغيني فيودوروف، في “فوينيه أوبزرينيه”، حول لعبة أمريكية خطرة مع هانوي، ضد الصين وروسيا.

وجاء في المقال: فيتنام تتحول، عاما بعد آخر، إلى ساحة مواجهة بين الولايات المتحدة والصين. ومع أن روسيا تقف بعيدًا قليلاً عن تناطح العملاقين، فلها أيضًا تأثير كبير في الأحداث.

بصراحة، لقد حان، منذ زمن بعيد، وقت تسديد القيادة الفيتنامية فواتيرها للكرملين. ففي القرن العشرين، اهتم الاتحاد السوفيتي مرتين بجدية بسيادة فيتنام.

الآن، انعكس الوضع. سيادة روسيا مهددة، الآن، ويتوقف الكثير على موقف هانوي، خاصة من الناحية الاقتصادية.

ينوي الأمريكيون الضغط على القيادة الفيتنامية. لدى واشنطن الكثير من الأوراق الرابحة: أولاً وقبل كل شيء، التفوق (على روسيا) بأضعاف في الميزان التجاري. ففي حين أن التجارة الفيتنامية مع روسيا تبلغ سبعة مليارات دولار في السنة، فهي مع أمريكا في حدود 93 مليار دولار. وهذه فجوة ضخمة تسمح لواشنطن بإملاء إرادتها ولو بشكل غير مباشر. الفائض لمصلحة فيتنام، الأمر الذي أصبح جزءًا من سياسة أمريكية متعمدة. لذلك، لن تتخلى هانوي، بين عشية وضحاها، عن السوق الأمريكية.

يحتاج الأمريكيون إلى فيتنام ليس فقط كحليف في الحرب ضد روسيا، إنما ولمواجهة الصين. فعلى الرغم من النظامين الشيوعيين الحاكمين في البلدين، بين بكين وهانوي كثير من التناقضات.

ومع ذلك، لا يزال لدى القيادة الفيتنامية ما يكفي من الحس السليم للحيلولة دون تصعيد هذه المشكلة مع بكين. الدبلوماسية الشرقية مليئة بالمعاني المزدوجة. فأحيانًا لا تفهم ما إذا كان أمامك عدو أم صديق.

لن يمر وقت طويل قبل أن تحل الأسلحة الأمريكية محل الإمدادات التقليدية من روسيا. فمن خلال تعمد تصعيد العلاقات بين هانوي وبكين، يمارس الأمريكيون ضغوطًا إضافية على روسيا.

تنذر ذاكرة نخب هانوي الحالية القصيرة بعواقب وخيمة على منطقة الجنوب الشرقي بأكملها. لكن يد الولايات المتحدة بعيدة عن مسرح الحرب المحتمل. فقد سبق أن انسحب الأمريكيون، تاركين فيتنام مجرد ركام.

المقالة تعبر فقط عن رأي الصحيفة أو الكاتب، و ليس عن رأي أو موقف “رأي سياسي”.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى