مصلحة الكويت قبل كل شيء…

كتب جابر الهاجري في صحيفة الراي.
دولة الكويت، تكاد تكون هي الأولى في دعم القضية الفلسطينية بالمال والدعم السياسي في المحافل الدولية كافة على مدى ستين عاماً، وتجاوزت عن الموقف المخزي لمنظمة التحرير الفلسطينية المؤيد لغزوها من قِبل القوات العراقية في عام 1990، وتسامت دولة الكويت فوق الجراح وطوت صفحة الماضي بكل ما فيها من غدر ونذالة وخسة.
اليوم، دولة الكويت وقفت وقفة مشرّفة في ما يواجهه الأبرياء من الأطفال والنساء وكبار السن في غزة، وهذا الموقف هو مبدئي يقوم على أسس إنسانية وعقائدية في مواجهة الظلم والبطش والقتل بلا هوادة الذي تقوم به الآلة العسكرية الصهيونية.
دولة الكويت، بلد صغير ذو تجربة مريرة مع الجار الذي غدر به يوماً ما، ودفعها إلى الاستعانة بتحالف دولي يقوده الأشقاء في المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة ودول الخليج ومصر وسورية، لأجل تحريرها من براثن احتلال غادر من شقيق كانت له الداعم على مدى ثمانية أعوام في حربه الخاسرة.
الكويت دولة دستورية تحترم الرأي والرأي الآخر، ولديها مساحة لا بأس بها من حرية الكلمة، ولكن ليس معنى هذا أن نسمع ممن كنا نعتقد أنهم عقلاء ما يمكنه أن يكون على حساب أمن واستقرار الكويت، لقد سمعنا من بعض المؤدلجين ما يمس المصالح الوطنية حيث أخذ هذا البعض راحته في التصريح بحماس لا يصب في مصلحة البلد وأمنه واستقراره.
لا يخفى على أحد أن هناك تيارات ذهبت لساحة الإرادة رافعةً شعار مناصرة غزة، ولكن عيونها وقلوبها على المبنى الأبيض المقابل وعلى الانتخابات البرلمانية المقبلة (واللي تكسب بو العب بو)، كل أهل الكويت مع تحرير فلسطين وليس هذا بخفي على أحد ولا يزايد أحد على ذلك، ولكن يجب أن تكون مصلحة بلدنا هي الأولى وقبل أي شيء آخر، والمصريون يقولون (اللي تلسعه الشوربة ينفخ في الزبادي)، رأينا مواقف رائعة ومن قلوب متألمة مما يحدث لإخوتنا في غزة، نصرهم الله، وأيضاً رأينا بعض المواقف المتشنجة التي لم تفد أهل غزة ولم تنفع الكويت، التي لها تاريخ مشرّف في الحروب العربية رغم قلة العدد ولكن كانت كبيرة جداً في مواقفها الشجاعة وببطولات أبنائها في 1967 وعام 1973 وتشهد قبور الشهداء الكويتيين في مصر على ذلك…
حفظ الله الكويت وشعبها وأرضها وقيادتها من كل مكروه ومن بعض الظواهر الصوتية… دمتم بخير.