أبرزاقتصاد ومال

مصفاة البداوي شريان أساسي يعطل قلب الاقتصاد اللبناني

كتبت لبنى دالاتي لـ”رأي سياسي”

مصفاة طرابلس التي شاعت تسميتها قبل سبعينيات القرن الماضي بالـ “آي بي سي” تأسّست كـشركة نفط العراق، تعتبر الشريان الحيوي الأساسي لانماء الاقتصاد في المنطقة، لذلك كان من المتوقع أن تساهم في توفير فرص العمل من خلالها، وأن تتيح مجالات واسعة لموارد بشرية، وتتمكن من استقطاب استثمارات عربية واجنبية ومشاركة محلية، عدا عن توفيرها وظائف متعددة ومثمرة في طرابلس والشمال وفي كل لبنان، وبالتالي مساهمتها الحتمية في تعزيز موارد الخزينة اللبنانية.

وكانت قد جرت ضغوطات لان تنشأ في طرابلس علها تنعش ليس طرابلس وحسب، بل الشمال ومعه لبنان كله، باعتبار ان هذه المنطقة الشمالية يحيط بها عدة مرافق حيوية مثل معرض رشيد كرامي الدولي ومطار القليعات، سكة الحديد، ومرفأ طرابلس. هذه المرافق الحيوية لا تزال على الهامش و بانتظار النهوض لتفعيلها كي تتكامل مع المنطقة الاقتصادية حيث من المتوقع ان تحقق نموا انمائيا اقتصاديا متميزا، لا سيما أنّ اقتصادها يعاني من الانهيار الشامل، رغم أنها متواجدة على أرضٍ خصبة للمشاريع والمرافئ، وعلى شاطىء المتوسط.

كان النفط العراقي يضخ إلى مصفاة البداوي برّاً من حقول الشركة في كركوك العراقية، ويتفرّع خطّ منه إلى طرطوس في سوريا، وذلك بدءاً من العام ١٩٤٠

 وعلى أثر الحروب التي مر بها لبنان والمنطقة، تعرّض هذا الخطّ  الأساسي لعمليات تفجير في سهل عكار، كما تعرّضت الشركة ومستوعباتها للضرر الكبير جراء الحوادث التي وقعت، وزادت حاجة السوق اللبنانية للنفط بمختلف مشتقاته، ما دفع بالوزارة إلى التوقف عن تشغيل المصفاة نظراً الى عدم جدواها الاقتصادية، فتوقفت عام ١٩٩٢، وأصيبت المصفاة بشلل شبه تام، لكنها بقيت تستخدم لتخزين النفط المستورد لسدّ حاجة السوق اللبنانية .

في أواخر عام 2018، كان هناك اتفاقاً عراقياً سورياً بعودة خط الأنابيب بين العراق وبانياس من جهة، والعراق وطرابلس من جهة أخرى.

وفي السياق نفسه، كان مطلب تشغيل مصفاة النفط في طرابلس، قد طُرح قبل أربع سنوات، في عهد تولي الوزير” جبران باسيل” لوزارة الطاقة، لكن عرقلته، كانت نتيجة تفاقم الأحداث العسكرية في سوريا، مكان مرور خطّ الأنبوب الذي يصل إلى العراق.

وفي بداية عام 2019، وقّعت الحكومة اللبنانية وشركة “روسنفت” الروسية عقداً لتشغيل مصفاة النفط في البداوي.

مضى ثلاثة أعوام، وما زالت المصفاة على حالها، ولم يتم تجهيزها بعد لبدء عمليات الاستثمار والتخزين بسبب حالة الإغلاق التي فرضتها جائحة كورونا على العالم وبسبب عدة عراقيل اقتصادية وسياسية.

وفي اتصال مباشر أجراه ” رأي سياسي” مع رئيس نقابة مصفاة طرابلس ” خالد دهيبي” يقول  أن وزير الطاقة اللبناني حضر مؤخرا الى مصفاة طرابلس وأطلق مشروعين، الأول وهو” خطوط الغاز” مع دولة مصر، والثاني هو مشروع يتضمن تأهيل خزانات المنشآة التابعة لشركة “روسنفت”.

ويضيف أن موضوع تاهيل المصفاة، في حال تم العمل عليه كما يجب، سيمكنه حتما من تأمين حوالي خمسة آلاف فرصة عمل لأبناء منطقة البداوي والشمال.     

ويشير دهيبي الى عدة عوائق تواجه حسن سير العمل في المصفاة، أبرزها يتعلق في حاكم مصرف لبنان” رياض سلامة” الذي  لا يقدم التسهيلات المالية اللازمة، ورواتب الموظفين التي أصبحت لا تتعدى المئة دولار.

على أمل أن تكون الأمور بدات تتقدم بشكل ملموس، حصل ” رأي سياسي” على معلومات تفيد بأنه بعد الانتهاء من تأهيل وترميم الأنبوب المعد لاستجرار الغاز المصري على الحدود السورية-اللبنانية شمالا، ومع حصول لبنان ومصر والأردن على الموافقة الأمريكية النهائية باعفاء كل الأعمال التي ستجري في هذا الاطار من مفاعيل قانون قيصر، وذلك خلال فترة لا تتعدى ستة أسابيع، يفترض بعدها أن يتسلم لبنان كميات الغاز، وأن يصار الى ربط الشبكة اللبنانية بالكهرباء الأردنية عبر سوريا، ما سيساهم في تحسين ساعات التغذية في لبنان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى