مصر.. و«شظايا الانفجار»!

كتب خالد سيد أحمد, في الشروق:
والقضاء على القوة العسكرية للجيش السورى، والمشاركة مع الولايات المتحدة فى توجيه ضربات عنيفة ضد الحوثيين فى اليمن.
بعد قطع أذرع المحور التى كانت تطوقها وتشد الخناق عليها، صوبت إسرائيل أسلحتها بشكل هائل على رأسه مباشرة؛ حيث شنت منذ فجر الجمعة قبل الماضية، غارات عنيفة على إيران بهدف تدمير برنامجها النووى وقدراتها الصاروخية وكذلك العمل على إسقاط النظام فى الجمهورية الإسلامية إن أمكن لها فعل ذلك.
إيران من جانبها استوعبت الضربة الأولى العنيفة، وبدأت سريعا فى ترتيب أوراقها العسكرية، ووجهت ضربات صاروخية هائلة تسببت بخسائر فادحة للكيان الصهيونى، لكن فارق القوة والتقدم التكنولوجى الذى تتمتع به إسرائيل، والدعم العسكرى الغربى غير المحدود، والدخول المتوقع للجيش الأمريكى فى الحرب ضد إيران لتدمير أهم منشآتها النووية، قد يفضى إلى نتائج ليست فى صالح المنطقة على الإطلاق.
فهزيمة إيران وإخراجها من معادلة القوة والتوازن العسكرى فى الإقليم، تعنى مباشرة إطلاق يد إسرائيل لتصبح القوة المهيمنة فى الشرق الأوسط، وبالتالى العودة لتنفيذ مخطط تهجير الفلسطينيين، ورسم خرائط جديدة لها بقوة النار، الأمر الذى يفرض على مصر تحديات غير مسبوقة، تتطلب منها اليقظة والانتباه والاستعداد القوى لأى مواجهة محتملة من أجل الحفاظ على أرضها وأمنها القومى ومصالحها الاستراتيجية، والتصدى بقوة لهذا الجنون الصهيونى الذى لا يعرف أحد إلى أى مدى قد يصل إليه؟
ليس هذا فقط، بل يجب على مصر والدول العربية المؤثرة، استغلال كل ما يمتلكونه من أدوات وأوراق للضغط، والعمل جديا من أجل وقف هذه الحرب المدمرة فى أسرع وقت، قبل أن تتسع رقعتها وتتحول إلى صراع إقليمى كبير، لن يكون فى مقدور أى دولة فى المنطقة، النجاة من تأثيراته السلبية أو شظاياه المميتة.