صدى المجتمع

مصر لإعادة افتتاح حديقة الأزبكية التاريخية في القاهرة بعد تطويرها

تستعد وزارة الإسكان المصرية للافتتاح التجريبي لمشروع إعادة إحياء حديقة الأزبكية، التي تتوسط ميدان الأوبرا ومنطقة العتبة، وذلك في إطار خطة الدولة لإحياء القاهرة التاريخية.

وشدد الدكتور عبد الخالق إبراهيم، مساعد وزير الإسكان للشؤون الفنية، على ضرورة الإسراع بمعدلات التنفيذ لافتتاح الحديقة وإتاحتها للجمهور؛ لتكون متنفساً ومتنزهاً لسكان القاهرة، وذلك خلال جولته التفقدية بالحديقة، الخميس، كما عقد إبراهيم اجتماعاً مع مسؤولي شركة المقاولات المنفِّذة لمشروع إعادة إحياء حديقة الأزبكية، واستشاري التصميم والتنفيذ، والقائمين على متابعة المشروع؛ لمناقشة التحديات التي تواجه اللمسات الأخيرة للمشروع، واتخاذ القرارات اللازمة للتغلب عليها، مشيراً إلى أن المشروع يشمل إعادة إحياء (البحيرة – النافورة الأثرية – المسرح الروماني – البرجولة – الكافتيريا – المطعم – الأسوار وغيرها).

وتعد حديقة الأزبكية إحدى أعرق الحدائق النباتية في مصر، حيث أُنشئت على يد المهندس الفرنسي باريل ديشان بك، على مساحة 18 فداناً في عهد الخديو إسماعيل سنة 1868 ميلادية، وأُحيطت بسور من البناء والحديد، وفُتحت بها أبواب من الجهات الأربع.

وناقش إبراهيم الخطة المقترحة لاستعادة القيمة المعمارية والتراثية للمباني ذات القيمة التاريخية بالحديقة، مشدداً على ضرورة الانتهاء من المشروع في المواعيد المحددة، والالتزام بأعلى معايير الجودة، بما يتلاءم مع القيمة التاريخية للحديقة.

واستضافت حديقة الأزبكية حفلات «كوكب الشرق» أم كلثوم، وكبار المطربين المصريين والعرب، وتميزت بأشجارها ونباتاتها النادرة. وعلى الرغم من تقلص مساحة الحديقة إلى 5 أفدنة فقط؛ بسبب الإنشاءات والمشروعات، خلال القرن الماضي، فإنها تعد متنفساً حقيقياً للمنطقة التي تشتهر بزحامها الشديد واكتظاظها بالبشر والسيارات.

ويهدف مخطط تطوير حديقة الأزبكية إلى إعادة استزراع الأشجار والنباتات النادرة، وإحياء النافورة الشهيرة المصنوعة من الرخام، التي يبلغ طولها 10 أمتار، وعرضها 3 أمتار، واستعادة بعض المساحات التي فقدتها خلال السنوات الماضية.

ويسعى الجهاز القومي للتنسيق الحضاري لإعادة الحديقة إلى ما كانت عليه خلال القرن الماضي، سواء بشكلها التاريخي وأشجارها ونباتاتها النادرة، أم دوريها الفني والثقافي، حيث سيجري ربط الحديقة بالمسارح المجاورة التي كانت جزءاً منها في الماضي، وإعادة إحياء كشك الموسيقى، وتنظيم الحفلات الفنية والثقافية، كما ستجري إعادة سوق الكتب القديمة (سور الأزبكية) لتحتل أسوار الحديقة مجدداً. يعود اسم «الأزبكية»، الذي اشتُهرت به الحديقة والحي الموجودة به في وسط العاصمة المصرية، إلى عصر المماليك عندما أهدى السلطان قايتباي قطعة أرض لقائد جيوشه سيف الدين أزبك، الذي أقام عليها الحديقة.

وتمكن علماء النباتات، خلال الفترة الماضية، من توثيق عشرات الأنواع النادرة الموجودة بالحديقة.

وتقع الحديقة فوق محطة مترو أنفاق «العتبة» التي تربط بين الخطين الثاني والثالث للمترو، وهو ما يقف حائلاً أمام زراعة بعض أنواع النباتات التي تحتاج إلى كميات كبيرة من المياه لريها، وتفادى المهندسون هذه المشكلة بزراعة الجزء الذي يغطي محطة المترو بنباتات لا يحتاج ريّها إلى مياه كثيرة، إضافة إلى تبطين الأرض بمواد عازلة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى