رأي

مشهد لبناني في العاصمة البريطانية!

كتبت صحيفة “اللواء” :

يبدو أن «الكورونا» اللبنانية في الخلافات والمماحكات بدأت تنتشر في العالم، حيث شهدت العاصمة البريطانية أمس مشهداً لبنانياً بإمتياز، من خلال الخلاف الجذري الذي ظهر إلى العلن بين وزيرة الخارجية وزميلها وزير الدفاع حول إسلوب التعاطي مع أوكرانيا في حربها المستعرة مع روسيا. 
الوزيرة الديبلوماسية تسرَّعت في إعلان فتح باب التطوع لمن يريد أن يقاتل إلى جانب الأوكرانيين، والإستعداد بتزويدهم بالسلاح، وتسهيل وصولهم إلى الأراضي الأوكرانية.. كذا، في حين إعترض وزير الدفاع على خطوة زميلته «المتهورة»، مؤكداً أن لا ضرورة لمثل هذه التصرفات، وأن مساعدة أوكرانيا يمكن أن تتم بطرق أخرى، وأكثر فعالية! 
الخلاف الوزاري المفاجئ داخل حكومة الحزب الواحد، لم يؤدِّ إلى تفجير حكومة المحافظين، ولا إلى تعطيل إجتماعاتها الإسبوعية، وإستطاع رئيس الحكومة جونسون أن يلمّ الوضع وحصر المعالجة في مقر رئاسة الحكومة، في «١٠ داونيغ ستريت»، دون وصول صداه إلى قاعة مجلس الوزراء! 
المفارقة أن ما حصل في لندن جرى بالتوازي مع إشتعال الخلافات الوزارية والسياسية في بيروت حول بيان وزير الخارجية المثير للجدل، بسبب إستنكاره الحرب الروسية ضد أوكرانيا، ودعوته لسحب الجيش الروسي من الأراضي الأوكرانية. 
الإشكالية التي تطل برأسها في لبنان عند أول خلاف وزاري، أن الحكومات اللبنانية مؤلفة من فسيفساء سياسي تتضارب فيه الألوان الداخلية والإلتزامات الخارجية، وتكون عرضة للصدامات بين المكونات الوزارية في معظم الأحيان، مما يؤدي إلى تعطيل إجتماعات الحكومة، وإصابة السلطة التنفيذية بالشلل. 
لقد أثبتت التجارب المريرة فشل صيغة الحكومات التوافقية أو الإئتلافية، التي يكون وضعها هشاً، وقابلاً للتعطيل أو السقوط بسبب الفيتوات والمعاندات المتبادلة، فضلاً عن إلغاء دور مجلس النواب في المراقبة والمساءلة والمحاسبة. 
فهل نعود إلى ممارسة صيغة أم الديموقراطيات الإنكليزية في الإحتكام إلى نظام الأكثرية تحكم، والأقلية تعارض، ليستقيم المسار السياسي، وتصبح الحكومات أكثر إنتاجية، والوضع السياسي أكثر إستقراراً؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى