“مشعل”… الحزم والإصلاح

كتب عبد الرحمن المسفر في صحيفة السياسة.
الدول المتماسكة تحتاج إلى قادة أقوياء، يحافظون على المصالح العليا لكياناتهم، ومقدراتها، ومكتسبات الشعوب، من خلال اتخاذ القرارات الحازمة التي تضمن استقامة العدل بين الناس، وأخذ حقوقهم وفقا للقوانين، والأنظمة، واللوائح، وهو أمر يثبت دعائم الاستقرار الاجتماعي والسياسي، ويكون أساسا محوريا للبناء والحيوية والتنمية.سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، عُرف عنه الحزم في تطبيق القانون، حتى على أقرب الذين تربطهم به صلة وقرابة، وعُهد عنه كذلك الحرص على إعلاء قيم العمل والإنتاجية، ووضع المعايير المؤسسية، كي تستقيم موازين العدل والمساواة وتكافؤ الفرص بين العاملين، وتصبح بيئة النشاط الرسمي منضبطة ومُؤدية مهماتها استنادا إلى الأغراض التي أنشئت من أجلها، ولنا في الحرس الوطني الذي أسهم في تطويره سمو ولي العهد الشيخ مشعل، أوضح مثال.كانت كلمة سمو ولي العهد الشيخ مشعل في افتتاح دور انعقاد مجلس الأمة الأخير، تحوي في طياتها روح القيادة الفذة، حيث أعطى توجيهاته للسلطتين، التشريعية والتنفيذية، على مسافة واحدة، بل ووجه إليهما نقدا مستحقا وموضوعيا في بعض الممارسات، التي تعتري أداءهما، وعمل أعضائهما، فكانت الرسالة – بحق – استثنائية – نهجا ومضمونا، وهذا الأسلوب في القيادة والإدارة، يشعرنا بالأمان والحزم، وعدم التفريط بالمصلحة العامة.كان من ضمن سلسلة إجراءات الحزم لسمو ولي العهد، هو القرار الشجاع الذي نشر في الجريدة الرسمية، ويختص بوقف التعيين والترقية والنقل والندب والإعارة مدة ثلاثة أشهر قابلة للتجديد، إذ حظي هذا الإجراء بتأييد شعبي واسع النطاق، تجلى بسيل هائل من الإشادات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.إن ذلك القرار جاء لحماية الوظيفة العامة من التنفيع خارج الأُطر المقننة، وهو بلا شك سيكون، مدخلا جديدا وجادا لرسم منظومة من الضوابط والإجراءات، التي تعطي كل موظف حقه، وتتيح الفرصة لذوي الكفاءة والجدارة، ومن تنطبق عليهم الشروط من تولي المناصب الإشرافية والقيادية، فضلا عن انسيابية، وعدالة، ومنطقية الإجراءات الإدارية الأخرى.من المأمول أن تسفر جهود سمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد، حفظه الله، الإصلاحية والتطويرية، عن تعميم وتطبيق ما يسمى “الحوكمة الرشيدة” في الجهات الحكومية، لأنها مفتاح التنمية المستدامة، وأساس إصلاح الجهاز التنفيذي، الذي بتطوره يرتقي مستوى الأداء الحكومي العام، وتزداد معدلات الإنتاجية والإنجازات.