“مشروع قتل في بلدة نحلة”
نفذ أهالي بلدة نحلة وقفة احتجاجية في ساحة البلدة، رفضا لمشروع إقامة مطمر لتخزين اللقى الملوثة إشعاعيا في جرود نحلة البقاعية، معتبرين أن “هذا المطمر يهدد بالتلوث التربة والبيئة ومصادر المياه في البلدة وقرى الجوار، ونبع اللجوج الذي يغذي بعلبك ونحلة بمياه الشفة”.
شارك في الاعتصام نواب تكتل بعلبك الهرمل: الدكتور حسين الحاج حسن، الدكتور علي المقداد والدكتور ينال صلح، محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر ممثلاً برئيس قسم المحافظة دريد الحلاني، مفتي البقاع الشيخ خليل شقير، مفتي بعلبك الهرمل الشيخ خالد الصلح، رؤساء بلديات ومخاتير، وفاعليات دينية وسياسية وتربوية واجتماعية ووفود شعبية من مدينة بعلبك وقرى الجوار.
وتحدث المفتي شقير فقال: “بعد حوالي 100 سنة من إنشاء دولة لبنان، ما زلنا في هذا البقاع محرومين، وفي قاع الحرمان أيضاً، وكنا نتمنى على دولتنا العزيزة التي تتجدد فترة بعد فترة، أن تولينا شيئا من الرفق والمحبة ومن الإنماء، وإذ بنا نفاجأ ان دولتنا حرسها الله تعالى وأصلحها تطالعنا بمشروع أقل ما يقال فيه أنه مشروع قتل. فما عزم عليه فريق من الدولة هو أمر خطير جدا، فإن الجبال التي قامت النية على إنشاء مطمر فيها تشكل الحوض المائي لأغلب مناطق البقاع ويشمل نحلة ويونين وبعلبكومقنة وشعت وما إلى ذلك من القرى، وإننا لا يمكن أن نتغاضى وأن نسمح بإنشاء هذا المشروع غير المشروع، وأختم قائلا من مات دون ماله أو نفسه أو عرضه مات شهيدا ونحن مستعدون لهذا”.
وبدوره مفتي بعلبك الهرمل السابق الشيخ بكر الرفاعي قال: “هذه البلدة الكريمة تشكل الحديقة الخلفية لمدينة بعلبك والمتنفس البيئي لكل هذه المنطقة التي لولا نحلة وجرودها وسهولها وشجرها وماؤها لفقدنا التوازن البيئي والمناخي في المنطقة كلها. من هنا نؤكد أن هذا المشروع الذي تسلل خفية من دون معرفة من أحد، ولولا أحد الصحافيين المبادرين لكان مر ربما من دون أن ندري، هل هكذا يتم التعاطي مع المواطنين؟ في كل دول العالم عندما يكون هناك مشروع على هذا النحو يطرح على بساط البحث ويكون هناك دراسات علمية ونقاش مع المنطقة وأهلها، لا تأتي المشاريع أبدا على هذا النحو”.
ورأى أنه “مشروع مشبوه تسلل بليل، ولن يستطيع أبدا أن يمر وان يدخل الى هذه البلدة، ولا إلى أي بلدة أخرى في محافظة بعلبك الهرمل. إننا اليوم مجتمعون على مختلف المستويات السياسية والدينية والشعبية والبلدية والاختيارية، لنؤكد أننا نقف صفا واحدا ضد هذا المشروع، وهذا الصف سيتحول الى سد يمنع دخول هذا المشروع إلى المنطقة، ويمنع الإساءة إلى مناخ ومياه المنطقة وإلى التوازن البيئي الموجود في هذه المنطقة.
وتحدث رئيس تكتل بعلبك الهرمل النائب الدكتور حسين الحاج حسن فقال: “يتزامن هذا اللقاء اليوم مع مناسبتين، أولا يوم جمعة الذي هو أفضل أيام الاسبوع، نسأل الله ان يغفر لنا ذنوبنا ويعفو عنا ويرزقنا خير الدنيا والآخرة إنه سميع مجيب، والمناسبة الثانية هي يوم شهيد حزب الله شهيد المقاومة، وعندما أقول مقاومة يعني الشباب والشيوخ والنساء وكل من يشارك في هذه الوقفة الاحتجاجية، والمقاومة التي دافعت عن الأرض وحررتها ستبقى إلى جانب أهلها في كل قضية، ولقد تصدت المقاومة لمشاريع عديدة مثل هذه المشاريع وقاومتها في عدة محطات”.
وأضاف: “عندما أعلن عن مشروع مطمر للنفايات المشعة، قمنا بالاتصالات اللازمة لنسأل عن الموضوع، وتبين أن هناك فكرة لإنشاء مطمر لنفايات مشعة في جرود بلدة نحلة، وعلى المستوى الشخصي أدرِّس هذه المادة في الجامعة، وأعلم مخاطرها، فقمت بشكل مباشر بالاتصال بالمعنيين وأبلغتهم كنائب وسياسي، بل ايضا كمطلع وأكاديمي وعارف بهذه الامور، أن هذه النفايات مرفوضة في بلدة نحلة وفي بعلبك الهرمل، وفي كل لبنان، لأنها تؤثر على المياه الجوفية والنباتات وعلى التربة. وعلى هذا الأساس أعلمكم أن هذه الفكرة انتهت وبشكل نهائي، ولا داعي للقلق من هذا المشروع الذي ولّى إلى غير رجعة إن شاء الله تعالى”.
وختاما اعتبر مختار بلدة نحلة علي حويشان يزبك أن “جبال بلدة نحلة التي تعمدت بالتضحيات وارتوت بدماء الشهداء، تأبى أن تحتضن النفايات والملوثات النووية والمشعة، وللأسف كنا ننتظر من هذه الدولة لفتة إنمائية، فإذا بها تكافئنا بمطمر للنفايات الكيميائية، لن نسمح باستخدام جبالنا وجرودنا وبلداتنا إلا في مشاريع تخدم تطور وازدهار المنطقة وحفظ كرامتها”.