رأي

مستقبل صناعة البتروكيماويات في الكويت!

كتب كامل عبدالله الحرمي في صحيفة الراي.

هل تمتلك الكويت صناعة البتروكيماويات؟ وهل من الممكن أن نتقدم، أو نكون في المركز ما قبل الأخير ما بين دول مجلس التعاون الخليجي، مع أننا بدأنا وكنا من الأوائل بإنشاء شركة صناعة البتروكيماويات والمملوكة بالكامل للقطاع الخاص؟

هل مشكلتنا بعدم وجود اللقيم أو المادة الأساسية من المواد الخام للتصنيع، مثل عدم وجود الغاز للتصنيع؟ وهل هناك فكرة خاطئة عامة بأن لا وجود، أو إمكانية التقدم في هذا المجال بسبب عدم وجود اللقيم؟


لكن إذا كان الأمر كذلك، لماذا تستورد اليابان وكوريا والصين منا مادة النافثا لغرض إنتاج الإيثلين أو صناعة البتروكيماويات؟ ونحن ننتج أكثر من 3 ملايين طن من النافثا سنوياً من مصافينا المحلية ونصدره إلى الخارج.

ولم نفكر مثلاً في استعماله وزيادة القيمة المضافة ودعوة شركات البتروكيماويات إلى الاستثمار عندنا مع اللقيم الأرخص؟

أم أننا مازلنا نواجه عقدة عدم وجود كميات هائلة من الغاز ونغلق الأبواب؟ وكيف نحن في الوقت نفسه نبيع النافثا المنتج محلياً إلى الخارج لصناعة البتروكيماويات؟

هل فكرنا مثلاً في دعوة شركات البتروكيماويات للاستثمار عندنا، أسوة بالشركات اليابانية والكورية والصينية، خصوصاً اليابانية التي كانت من أوائل زبائننا من مصفاة الشعيبة؟

إن المواد الخام لصناعة البتروكيماويات هي البروبين والبيوتان والنافثا والغاز، ونحن ننتج النافثا وبإمكاننا أيضاً استعمال نسبة بسيطة من الغاز المستورد، لنرجع ونكرر…

لماذا لم تحاول مؤسسة البترول التفكير في إمكانية الاستثمار في هذا المجال التخصصي مع وجود اللقيم المحلي، ودعوة الشركات اليابانية للمشاركة معنا محلياً بإنشاء وبناء مصنع للكيماويات، بدلاً من الإعلان بأننا لا نمتلك الغاز، ونقوم بشراء أسهم هذه الشركات.

الاستثمار الحقيقي يكون ببناء مصنع للبتروكيماويات، وقد نحقق عوائد منخفضة، إلا انها صناعة وقيمة مضافة… نستثمر في صناعة متقدمة ونخلق فرص عمل في أحدث التقنيات.

أم أن الخلل في تجاهل مؤسسة البترول لهذا القطاع المتقدم بسبب عدم الاهتمام به وعدم وجود قطاع البتروكيماويات ممثلاً في مجلس الإدارة، حيث لم نستثمر بمناسبات عدة، في هذا القطاع، سواء عند بناء مصفاة الزور أو مصفاة الدقم المشتركة؟

ولماذا نتجاهل هذا القطاع مع أن كل مصافينا تنتج مادة النافثا؟ ولماذا نتجاهل القيمة المضافة؟ أم أن تركيزنا فقط على التكرير والمصافي والنفط وتجاهل قطاع البتروكيماويات…؟

حتى مع دعوة المستشاريين الخارجيين، فإن مهمتهم تكون النفط، ونحن معاً نتجاهل هذا القطاع الواعد، خصوصاً أننا في الكويت تشبعنا استثماراً في النفط والمصافي محلياً وخارجياً، وتجاهلنا هذا القطاع التخصصي.

ولماذا نحن في الكويت خارج المراكز المتقدمة في هذا القطاع؟ ولماذا تخلفنا عن بقية دول مجلس التعاون، ومع وجود اللقيم الممثل في مادة النافثا ونبيع للخارج، لكن من دون الاستفادة العظمى محلياً؟

ألم يحن الوقت لمراجعة وإعادة تقييم قطاع البتروكيماويات؟

وأين شركه «دوا» شريكتنا في إيكويت الأولى؟ ولماذا نتجاهلها؟ ولماذا مثلاً لا نتجه لشركة «باسف» الألمانية ونستشيرها أو شركات بتروكيماوية أخرى؟

نحن تشبعنا نفطاً، ألم يحن الوقت لصناعة البتروكيماويات بتطويرها لنكون في مراكز خليجية متقدمة؟ ونحن نمتلك منتجات نفطية مكررة وباستخدام مكونات مختلفة من المنتجات والمشتقات النفطية لتكون اللقيم المطلوب، حتى وإن حققت المؤسسة عائداً أقل من المطلوب وأقل من العائد المالي العام… لكن نكون قد خلقنا صناعة جديدة ومختلفة وبماركات خارجية متخصصة.

ألم يحن الوقت لأن نفكر خارج الصندوق النفطي؟

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى