مزرعة نحل في تونس: نموذج نسائي لريادة الأعمال
استقالت مريم الشارني، من وظيفتها في قطاع النفط لتفتح مشروعا تصفه بأنه «حب تعيشه وتتنفسه» وهو عبارة عن مزرعة نحل صغيرة في مدينة منوبة التونسية.
بعد مزرعة النحل، التي أسستها في 2016 أطلقت مبادرة «كنوز النحل» التي تهدف إلى مساعدة النساء الراغبات في تعلم المهنة وجمع النساء المهمشات والمحرومات معا للعمل في مساحة آمنة بمجال تربية النحل، بحسب ما اشارت وكالة “رويترز”.
تقول مريم «درست في مجال التسويق.. وتخرجت سنة 2008 ثم اشتغلت في شركة بترولية لمدة تجاوزت الثماني سنوات. سنة 2016 قررت أن أدخل تجربة جديدة في الميدان الزراعي. قمت بالعديد من التكوينات في هذا المجال وإلى حد هذه اللحظة ما زلت أتكون لأن هذه المهنة أصبحت عشقا أتنفس بها ألا وهي النحل والفلاحة».
لم يكن الطريق مفروشا بالورود، بل كان في انتظارها عدد من العراقيل والعقبات.
تقول «من أبرز المشاكل التي تعرضت لها عندما بدأت مشروعي كان التمويل كامرأة فلاحة. و ما زلت في بداياتي ولا أملك أرضا. لقد كان من الصعب الحصول على تمويل، لذلك قمت بالتعويل على نفسي. الشيء الثاني الذي كان صعبا بالنسبة لي كان التعامل مع زملائي من الرجال في هذا الميدان، فقد كانوا لا يحملونني على محمل الجد والكثير منهم ضحكوا وقالو لي أنت امرأة ما الذي تستطيعين فعله؟ كيف ستحملين الأشياء الثقيلة، كيف ستنقلين الخلايا في الليل أو الذهاب إلى الجبال. لكن الذين ضحكوا عليّ يكلمونني الآن لأعطيهم نصائح، وهذا من بين الأشياء التي أفخر بها».
تقول سعاد محمود، وهي مهندسة زراعية وناشطة إن 4 في المئة فقط من النساء في تونس يمتلكن مشروعات زراعية أو أراضي. توضح أن «النسبة القليلة للنساء صاحبات المشاريع الزراعية سببها أن االمرأة لا تملك الأرض… الواقع ان النساء يجب أن تملك الأرض لأن الناس لا تؤجر أراضيها للنساء».تأمل مريم وزميلاتها أن تساعد مبادرتهن الصغيرة في تمكين المزيد من النساء من الحصول على الأراضي التي يحتجن إليها، وتملّك الأراضي لبدء مشاريعهن الخاصة.وتقول فايزة حمداوي، وهي فلاحة تونسية وواحدة من مؤسسي مجمع النحل «أسسنا هذا المجمع لتشجيع النساء ليصبحن صاحبات القرار وتمكينهن من فتح مشروع زراعي والنجاح فيه.. فليس لأنهن نساء يجب عليهن البقاء في المنزل لكن يمكن لهن امتلاك مشروع ناجح».
وتقول مريم، صاحبة مشروع تربية النحل»عندما أخذت قرارا، قلت لماذا لا أجد حلا آخر أساعد به النساء مثلي اللاتي يردن فتح مشاريعهن الخاصة، واعترضتهن صعوبات لذلك قمت مع زميلاتي فايزة حمداوي، علياء وشتاتي، وسعاد عويدة والكثير من النساء الأخريات اجتمعنا وأسسنا المجمع وقلنا يجب أن نساعد نساء أخريات لأن في الاتحاد قوة».