أبرزرأي

مخيم عين الحلوة تحت السيطرة أم جمر تحت رماد.

حسين زلغوط

خاص_ رأي سياسي

صحيح ان الهدؤ قد عاد الى مخيم عين الحلوة بعد اسبوع من الاقتتال بين حركة”فتح” وجند الشام ومناصرين لها، غير ان هذا الهدؤ جاء نتيجة مروحة من الاتصالات حصلت داخل المخيم وخارجه شارك فيها اكثر من طرف بما فيها احزاب لبنانية، ولم يكن نتيجة جلوس اطراف النزاع على طاولة تفاوضية طرحت في خلالها اسباب اندلاع الاقتتال ووضعت نقاط معالجة لضبط الوضع بشكل صلب واعادة الامور الى ما كانت عليه، وهو ما يعني ان موجة الاقتتال قد تعود مرة ثانية طالما ان كل طرف مازال يضع اصبعه على الزناد.

منذ اللحظات الاولى لاندلاع الاشتباكات بدأت التأويلات والتفسيرات والاجتهادات حول ما حصل، فهناك من قال انها مؤامرة اسرائيلية تنفذ بآيادي فلسطينية، ومنهم من ربط ذلك بما كان يجري على خط المصالحة الفلسطينية في مصر، وذهب البعض الى حد ربط ما يجري بالاستحقاق الرئاسي وان الامور قد تتطور لتصبح شبيهة باحداث نهر البارد التي وصل على اثرها الرئيس ميشال سليمان الى سدة الرئاسة انذاك، وبعض المواقف في الداخل اللبناني اتهمت “حزب الله” بانه وراء هذه الاشتبكات من دون ان تضمن كلامها اي معطيات او تعززه بوقائع.

تؤكد مصادر فلسطينية موثوقة ان ما هو حاصل اليوم في المخيم مجرد وقف مؤقت لاطلاق النار ، وان هذا الموضوع لا يثبّت الا بتنفيذ الخطوات المطلوبة وفي مقدمها تسليم العناصر التي اغتالت قائد قوات الأمن الوطني الفلسطيني وأحد قيادات حركة “فتح”، أبو أشرف العرموشي ومجموعة من مرافقيه، الى لجنة التحقيق التي تم تشكيلها من قبل هيئة العمل الوطني الفلسطيني برئاسة اللواء معين كعوش والتي تضم ممثلين عن كافة الاطر الفلسطينية والتي ستضع خلاصة تقريرها لرفعه الى القيادة السياسية التي يفترض ان تتسلم المتورطين باطلاق النار ، وان لم يحصل فان الامور ستكون مفتوحة على كافة الاحتمالات.

وتكشف المصادر عن ان عضو الهيئة التنفيذية في منظمة التحرير الفلسطينية، وعضو اللجنة المركزية في حركة فتح عزام الأحمد، وهو مشرف على الساحة الفلسطينية في لبنان سيواصل حتى نهاية هذا الاسبوع لقاءاته مع قيادات لبنانية وفلسطينية لمعالجة ما جرى ووضع الخطوات الايلة لمواجهة المرحلة المقبلة، لأن هناك خوف من ان تتكرر الاشتباكات في حال لم تنفذ كل الخطوات التي تم الافاق عليها ، لأن من قام بعملية الاغتيال التي تسببت بالاحداث قد يكرر فعلته لأنه كان لديه مشروع وقد فشل وهذا المشروع كان من صلبه احتلال المقرات والمراكز التابعة لحركة فتح والسيطرة على المخيم بالكامل ، ومن ثم استهداف حواجز الجيش اللبناني وجره الى المعركة ، وقد دخل الى مخيم عين الحلوة عشرات المقاتيلن من بينهم عناصر من “داعش” ما زالوا داخل المخيم .

وفي هذا السياق تنفي المصادر ان يكون ما جرى في عين الحلوة له علاقة بالشأن السياسي اللبناني ، لا سيما في ما يتعلق بالاستحقاق الرئاسي، لان احداث عين الحلوة مختلفة تماما عما كان حصل في مخيم نهر البارد ، حيث ان المعركة هناك حصلت بين الجيش اللبناني والمجموعات التكفيرية ، اما في عين الحلوة فالوضع مختلف تماما ، حيث ان الهدف كان السيطرة على المخيم ومن ثم في وقت لاحق توتير الاجواء في المناطق المحيطة به لا سيما في مدينة صيدا بغية ارباك الوضع اللبناني بشكل عام.

واستبعدت المصادر ان تمتد الاحداث الى مخيمات اخرى لأنه لا وجود كاف لجند الشام وغيرهم من الجماعات المتحالفة معها تمكنها من القيام باي عمل عسكري داخلي ، وان ما حصل في عين الحلوة جعل حركة “فتح” تقوم باجراءات على كل الصعد لمنع تكراره والحؤول دون تمدد هذه الجماعات .

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى