رأي

مخاوف ترامب الانتخابية

دقّ الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، جرس الإنذار من احتمال خسارة الجمهوريين انتخابات التجديد النصفي في الكونغرس، مطلع شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 2026، على وقع ارتفاع معدل التضخم، وزيادة الأسعار، ما يؤثر في توجّهات الناخب الأمريكي، خصوصاً أنه كان وعَد خلال حملته الانتخابية بخفض معدل الأسعار، وهو هدف لم يتحقق، وتتزايد الشكوى من غلاء المعيشة.

وقد أقرّ ترامب في حديث لصحيفة «وول ستريت جورنال»، بإمكانية خسارة الجمهوريين الانتخابات المقبلة، لكنه توقع أن مستوى الأسعار «سيكون جيداً»، قبل نحو عام من انتخابات التجديد النصفي، مطلع نوفمبر/ تشرين الثاني المقبل، لتجديد كامل مجلس النواب، وثلث مجلس الشيوخ. وقال «لقد صنعت أعظم اقتصاد في التاريخ، لكن الأمر يحتاج إلى وقت كي يدرك الناس ذلك». لكنه أضاف «لا أستطيع أن أقول لكم كيف سينعكس ذلك على الناخب». وبحسب استطلاع رأي أجرته جامعة شيكاغو لمصلحة وكالة «أسوشييتدبرس»، ونشر يوم الخميس الماضي، فإن 31 في المئة فقط، من الأمريكيين راضون عن السياسة الاقتصادية للرئيس ترامب. وهذا يعني أن الناخب الأمريكي سوف يترجم عدم رضاه في صناديق الاقتراع، ما يثير قلق ترامب، والحزب الجمهوري.

يذكر أن الجمهوريين يسيطرون الآن على مجلسَي الكونغرس بأغلبية بسيطة جداً، تبلغ 220 نائباً مقابل 215 في مجلس النواب، و33 سيناتوراً مقابل 47 في مجلس الشيوخ.

وقد استغل ترامب هذا الفارق في تمرير أجندته الاقتصادية بصعوبة، لكنها كانت في معظم بنودها تصبّ في مصلحة الشركات الكبرى والأثرياء، على حساب عامة المواطنين. ووفقاً لمركز السياسات الضريبية، ستصبّ التغييرات الضريبية في أجندة ترامب في مصلحة الأمريكيين الأكثر ثراء من أصحاب الدخل المنخفض، إذ تشير تحليلات المركز إلى أن نحو 60 في المئة من الفوائد ستذهب إلى من يتقاضون أكثر من 217 ألف دولار، سنوياً. ذلك أن مشروع الميزانية الضخم (القانون الكبير الجميل)، الذي تم إقراره أضاف 3.3 تريليون دولار إلى العجز الفيدرالي، على مدى السنوات العشر المقبلة، وترك الملايين من دون تغطية صحية، أو دعم غذائي، ذلك أن نحو 42 مليون أمريكي يعتمدون على برنامج المساعدات الغذائية الذي استهدفته أجندة ترامب، فيما تمت زيادة الإنفاق على الدفاع والحدود، إذ سيحصل الجيش الأمريكي على زيادة في الميزانية قدرها 150 مليار دولار، لتعزيز قدرة القوات المسلحة على بناء السفن، إضافة إلى تمويل مشروع ترامب للدفاع الصاروخي (القبة الذهبية)، وتخصيص 100 مليار دولار لهيئة إنفاذ قوانين الهجرة والجمارك، في إطار حرب ترامب على «الهجرة غير الشرعية في الولايات المتحدة».

حاول ترامب في حديث مع «وول ستريت جورنال» تبرير احتمال فشل الجمهوريين في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، بإلقاء مسؤولية التضخم على سلفه الديمقراطي جو بايدن، لكنه أقّر بأن «حتى أولئك، كما تعلمون، الذين كانت رئاستهم ناجحة، تعرضوا لانتكاسات». وأضاف «سنرى ما الذي سيحدث، ينبغي أن نفوز… لكن كما تعلمون، إحصائياً، من الصعب جداً الفوز».

هناك فارق بين القول إنه صنع أفضل اقتصاد في تاريخ الولايات المتحدة، وبين ما يحققه هذا الاقتصاد لمصلحة المواطن الأمريكي الذي بات يشعر بأنه تعرّض لأكبر عملية خداع انتخابية أتت بترامب إلى البيت الأبيض.

المصدر: الخليج

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى