خاصأبرزرأي

مخاض عالمي صعب يسبق تحولات ضخمة.. ولبنان لا حول له ولا قوة

حسين زلغوط
خاص”رأي سياسي”:

يعيش العالم مخاضًا صعباً، وهو المخاض الذي يسبق التحولات والمتغيرات المنتظرة على على الصعد السياسية، والاقتصادية، والنقدية، والعسكرية، وما الاجراءات الجمركية التي اتخذها الرئيس الاميركي دونالد ترامب والتي احدثت زلزالا في الأسواق المالية حيث بلغت الخسائر حتى الآن اكثر من 11 تريليون دولار، وهذا الرقم قابل للارتفاع اكثر بكثير مع قابل الأيام، في ظل استمرار تمسك ترامب في التعريفات الجمركية التي يظن انها تكبح تمرد الدول على هيمنة الدولار وعلى رأس هذه الدول الصين.
وهناك حدث لا يقل أهمية ايضاً وهو ارتفاع منسوب التوتر بين اميركا واسرائيل من جهة، وايران من جهة ثانية، وان كانت المؤشرات توحي بأن الرئيس الاميركي ما زال غير متحمسا لضرب ايران على خلفية الملف النووي، على عكس رئيس حكومة العدو الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي بدا انه متعطش لمزيد من الحروب والدماء، وهو ذهب الى واشنطن لاقناع الرئيس ترامب بالهجوم على طهران.
في ظل هذا المخاض العسير، اين موقع لبنان مما يجري؟ لا شك ان لبنان وسط هذا الإحتقان العالمي، ونظرا لوضعه الداخلي المبعثر، يعيش مرحلة أشبه بورقة تلوح في الهواء، او بطائرة في الجو تعطل رادارها وبات الطيار لا يعرف في أي إتجاه يذهب، أي بمعنى انه لا حول له ولا قوة له على المواجهة في حال بقي على وضعه الراهن من التبعثر السياسي، الذي تجلى قبل وصول نائبة المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط مورغان اورتاغوس الى بيروت، حيث تبين بعد مغادرتها أن الضخ الاعلامي المضخم للأمور، والنكد السياسي فعلا فعلهما بهدف خلق مناخات متوترة تصب في صالح هذه الجهات التي تعمدت خلق مناخات من نسج الخيال، وما قالته المسؤولة الأميركية، وما قاله الرؤساء الثلاثة إن بالمباشر، أو عبر مصادرهم الاعلامية لم يعكس واقع الحال الذي تحدثت عنه بعض الوسائل الاعلامية وبعض السياسين، الذين وصل بهم الأمر الى حد الجزم بأن الموفدة الأميركية تحمل معها الى لبنان “عصا غليظة” وهي ستهدد بالويل والثبور وعظائم الأمور في حال لم تلتزم الحكومة اللبنانية بمدة زمنية محددة لنزع سلاح “حزب الله” ولانجاز العملية الاصلاحية، وبالتالي الذهاب الى خيار التطبيع مع اسرائيل تجنباً لغضب أميركا واستتباعاته العنفية الاسرائيلية.
وسعيا لوضع الأمور في نصابها، ومنعا لأي إلتباس، ولكي يبقى الموقف اللبناني موحدا في الردود على الرسائل الدولية وعلى وجه الخصوص الأميركية من منطلق وجوب التنسيق بين السلطتين التنفيذية والتشريعية، تحرك رئيس مجلس النواب نبيه بري باتجاه قصر بعبد حيث التقى رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون وبحث معه نتائج زيارة أورتاغوس والخطوات الواجب انجازها بعد الزيارة، وكذلك الوضع في الجنوب الذي يتعرض يوميا لأكثر من اعتداء اسرائيلي، وكان اتفاق على ضرورة اصدار رزمة من المشاريع الاصلاحية، توصلا الى النتائج التي يتوخاها لبنان من الدعم المالي والسياسي من قبل المجتمع الدولي.
ومن منطلق ان الآراء متفقة بين الرؤساء الثلاثة حيال ما يطرح من قبل الموفدين الدوليين الى لبنان، فان الرئيس عون وأمام وفد من مجموعة العمل الأميركية لدعم لبنان ATFL، برئاسة ادوارد غابريل زاره في القصر الجمهوري أكد له ان الإصلاحات وسحب السلاح هما مطلبان لبنانيان كما هما مطلبان للمجتمع الدولي والولايات المتحدة الأميركية وان لبنان ملتزم بالقرار 1701، بشكل كامل، مشددا على ان لبنان بحاجة الى الوقت والمساحة لحل الأمور بروية. وكان اللافت ايصال الرئيس عون رسالة الى الادارة الأميركية بواسطة الوفد، مفادها أن نزع السلاح لا يتم الا من خلال الحوار، وبذلك يكون قد قطع الطريق أمام أي رهانات على وقوع صدام بين الجيش و”حزب الله” حول هذا الأمر.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى