رأي

محمد بن سلمان… خارطة طريق القرن الـ 21.

كتب عدنان قاقون في صحيفة السياسة.

تابعت كما العالم، مقابلة ولي العهد السعودي الامير محمد بن سلمان مع قناة “فوكس نيوز ” الأميركية، وأقل ما يمكن ان يقال فيها ان المارد السعودي رسم خارطة طريق المنطقة، والعالم العربي، لبقية القرن الـ21.
ابتعد عن الشعارات الوهمية البراقة، وتحدث بالارقام والتواريخ، بهدوء الواثق من امكاناته، ووضوح المتعايش مع الواقع” فالمنطقة لم تعد تحتمل ضياع مزيد من الفرص”.
خاطب ابناء جيله، ليس في المملكة فقط، انما في المنطقة والعالم، بلغة حروفها خارج صندوق الماضي: “علينا التقاط فرص التنمية”.
قائد التحولات الكبرى في المملكة، والمنطقة، والعالم، يرفض ان يقحم نفسه في دوامة الشعارات البالية المتاجرة بالشعب الفلسطيني، ويكشف بجرأة القوي ان التطبيع مع اسرائيل يقترب يوما بعد آخر على قاعدة تسهيل حياة الفلسطينيين، وانضمام اسرائيل، كلاعب في الشرق الاوسط.
وصف ايران انها “كانت عدوتنا”، فلا يمكن للتنمية ان تشق طريقها في عباب الاضطرابات المترامية الاطراف، خلق فرص العمل، وانعاش الاقتصاد يحتاجان الى بيئة اقليمية مستقرة سياسيا وأمنيا.
من الظلم التركيز على تحدث الامير محمد بن سلمان باللغة الانكليزية، وتجاهل المواقف الستراتيجية التي اثيرت في مقابلة تاريخية، اسئلة عميقة طُرحت وجُوبهت بأجوبة أعمق في مداها الستراتيجي.
وما يجب التوقف عنده، ان بن سلمان كان يتحدث منطلقا من ان المملكة جزء اساسي مؤثرا وبفاعلية في قضايا العالم، وأوصل رسالة واضحة للغرب، قبل الشرق، ان زمن التبعية انتهى، ومصالح شعوبنا فوق كل اعتبار.
رد بذكاء على اتهام الرياض بدعم موسكو من خلال تخفيض انتاج النفط، وبالتالي ارتفاع الاسعار، مذكرا باشادة الرئيس الاوكراني شخصيا بدعم السعودية لبلاده.
واشار الى ترحيبه بدعوة الانضمام الى مجموعة “بريكس”، مع تصويب سياسي ماهر على رفض بعض الدول انضمام المملكة لمجموعة الدول الصناعية السبع الكبرى”G7″، ليثبت لمن يهمه الامر تبني منطق الند للند.
في المقابلة التي امتدت نحو 40 دقيقة تحدث بن سلمان عن المستقبل. مشاريع الغد، والتقاط فرص التنمية، لم يلتفت للماضي او التحسر على اطلاله.
وبدا واضحا، ومقنعا ان الجهد والمال اللذين كانا يبذلان على السلاح يجب ان يُسخرا للتنمية والاستثمار في الانسان، فالسعي لامتلاك السلاح النووي غير مفيد، ولا يمكن لأحد ان يستخدمه، والا وضع نفسه في مواجهة العالم.
هي ليست مجرد مقابلة تلفزيونية، انما لقاء للتاريخ يرتقي الى مرتبة الجدارية الاعلامية التاريخية، تحدث فيها كقائد للعبور من الماضي الى المستقبل.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى