رأي

محمد الصباح… أمنيات بلا سقف

كتب عبد الرحمن المسفر في صحيفة السياسة.

وقوع اختيار حضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ مشعل الأحمد الصباح، حفظه الله ورعاه، على الشيخ الدكتور محمد صباح السالم، ليكون رئيسا لمجلس الوزراء، جاء وفق معادلة سياسية حكيمة، تراعي المواءمة السياسية في هذه المرحلة، فالشيخ محمد الصباح، له حضور شعبي واسع النطاق، ويتمتع بعلاقات مميزة في أوساط الأسرة الحاكمة، فضلا عن تأهيله العلمي، وخبراته الوظيفية، لا سيما في وزارة الخارجية.
هذا عدا، مواقفه الصلبة في محاربة الشبهات، ودأبه المستمر لتحقيق الإصلاحات المطلوبة، وما يدل على ذلك، تقديمه استقالته في اكتوبر عام 2011 على خلفية ما أثير، آنذاك، من ملفات مالية تدور حولها علامات استفهام مريبة.
ما سبق إعلان تعيين الدكتور محمد الصباح رئيسا لمجلس الوزراء من زخم إعلامي وشعبي غير مسبوقين، وكذلك، ما تلا ذلك عقب تكليفه الرسمي من إشادات من مختلف الشرائح والاتجاهات المهنية والفكرية، كل هذا التأييد منقطع النظير، بلا شك، سوف يضع الشيخ الدكتور محمد الصباح أمام استحقاق كبير لأمنيات شعبية بلا سقف، وهذا بمثابة اختبار صعب، ينبغي الاستعداد له، والتعاطي مع مسؤولياته بعين الحذر والجدية، فالعبرة في نهاية المطاف، ستكون بمقدار ما سوف يحققه من إنجازات حقيقية تدفع نحو تغيير الواقعين السياسي والاجتماعي إلى ما هو أفضل.
مهمة تشكيل حكومة قوية ومنسجمة ولديها قابليات الإصلاح والتطوير والإبداع ومواجهة الفساد المالي والإداري والسياسي، مسألة ليست يسيرة، إلا إذا استطاع الشيخ الدكتور محمد الصباح فك عقدة الانصياع إلى السلوك التقليدي في اختيار الوزراء، وفق أسلوب المحاصصات والترضيات، ومراكز الثقل الاجتماعي والسياسي والتجاري، وكذلك تكرار الوجوه المستهلكة ذات الأداء المتواضع مهنيا وسياسيا.
الشيخ الدكتور محمد الصباح، شخصية وطنية قريبة من الجميع، ومحبة للخير، وبداخلها إرادة استعادة الريادة لهذا الوطن وشعبه، من خلال تكريس روح المواطنة في العمل الجاد الفعال وتطبيق القانون بعدالة، وترسيخ قيم تكافؤ الفرص، واستقطاب الكفاءات المؤهلة، وتحفيز أجواء المبادرات الهادفة، ولذا، علينا، أن ندعو الله له بالتوفيق والسداد، ونعينه بالنصيحة الصادقة والمشورة الأمينة.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى