محكمة العدل الدولية تفضح جرائم الإبادة الصهيونية في غزة
كتب سلطان ابراهيم الخلف في صحيفة الراي.
بعد صدور حكم محكمة العدل الدولية بأغلبية ساحقة 16 صوتاً مقابل صوت واحد، بقبول دعوى دولة جنوب أفريقيا ضد الكيان الصهيوني بارتكاب خرق لاتفاقية الإبادة البشرية، ورفض طلب الكيان برفض الدعوى، تكون المحكمة بذلك قد علقت جرس إدانة في رقبة الكيان الصهيوني بارتكاب جرائم إبادة في غزة، ما يزيد في عزلته ككيان منبوذ لا يحترم المواثيق الدولية.
قرار الإدانة يشمل كذلك وبطريقة غير مباشرة الولايات المتحدة التي تدعم جرائم الإبادة الصهيونية في غزة من خلال ما تقدمه للصهاينة من دعم إعلامي وسياسي وعسكري، حيث استخدمت الفيتو ضد وقف حرب الإبادة، وبلغ عدد طائرات الشحن التي أرسلتها للكيان الصهيوني 230 طائرة، و20 سفينة محملة بقذائف المدفعية والمركبات المدرعة والمعدات القتالية عبر مطار «أكروتيري» التابع لسلاح الجو الملكي البريطاني في قبرص، كما أفاد بذلك توماس فريدمان، الكاتب في «صحيفة نيويورك تايمز».
لا يخفى أن من بين القذائف قنابل بزنة 2000 باوند شديدة التدمير يستخدمها الكيان الصهيوني في قصف المباني السكنية.
ومع أن الولايات المتحدة لعبت دوراً بارزاً في إنهاء نظام الفصل العنصري في جنوب أفريقيا، إلاّ أن دورها في دعم النظام الصهيوني العنصري الإرهابي في فلسطين المحتلة مُخزٍ، حيث تحولت إلى دولة داعمة لسياسات الكيان الصهيوني العنصري ومعادية للشعب الفلسطيني والشعوب العربية، وكشفت عن حقيقتها كدولة تعتدي على حقوق الإنسان، وفقدت مصداقيتها أمام شعوب العالم وبالأخص العربية والإسلامية.
إزاء الدور الشجاع والبطولي المشكور الذي قامت به دولة جنوب أفريقيا في نبش عش الدبابير الصهيونية، يشعر المواطن العربي بالأسى عن تواري جامعته العربية عن الأنظار وعن القيام بدور فعّال في فضح جرائم الصهاينة، ونصرة الحق العربي، وهو من المهام الأساسية التي قامت على أساسها الجامعة العربية.
لا شك، أن حكم محكمة العدل الدولية سيكون له تأثير كبير في تنامي العداء لليهود الصهاينة في العالم، أو ما يسمونه خطأ، «العداء للسامية». فمستويات العداء آخذة في الزيادة بعد انتشار صور الدمار والقتل الذي لا يستثني الأطفال، ارتكبه الصهاينة في غزة. وتدل على العداء لليهود الإحصائيات المسجلة في دول أوروبا الغربية والشرقية والولايات المتحدة، الأمر الذي دفع السلطات الأوروبية والأميركية إلى التنديد والتحذير من خطورتها، وكأن الكراهية والعداء لليهود الصهاينة خاضعان للمزاج ومن دون أسباب.
بلغ العداء في أميركا 337 بالمئة زيادة عن السنة الماضية حسب إخبارية «CBS».
وفي بولندا وصل العداء لليهود 35 بالمئة رغم أن بولندا كانت تضم معسكرات الاعتقال النازية لليهود، الأمر الذي من شأنه أن يساعد في التعاطف معهم، لكن تدخلات اليهود في بولندا، وابتزازهم للحكومة البولندية، واتهامها بالتقصير في التعاطف معهم منذ الحرب العالمية الثانية، مع انتشار صور جرائم الصهاينة في غزة، حال دون ذلك رغم الدعاية الصهيونية المضللة والمضادة لعملية «طوفان الأقصى» البطولية، والتي لم تعد تنطلي على الشعب البولندي وشعوب العالم.