أبرزشؤون لبنانية

محفوظ: الأمن القومي مهدد في أكثر من بلد عربي وغير عربي

رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ في بيان، أن “ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان يلتزم بسياسات اقتصادية واجتماعية وفكرية، تستند إلى رؤية بعيدة وإلى توقع ما يمكن أن يحدث من متغيرات. من هنا اعتماد سياسات الشراكة الاستراتيجية في كل المسائل من أمنية وسياحية وإنمائية وغذائية. وبالتالي فإن سبر غور السياسات السعودية يفترض معرفة أبعاد هذه الشراكات الاستراتيجية. وما يهمنا في هذا السياق العلاقة مع لبنان والواقع الاقليمي”.

واعتبر أنه “في العلاقة بين السعودية ولبنان، لا بد من الرجوع إلى مئة عام. فالملك المؤسس للمملكة كانت تربطه علاقة وثيقة بالمفكر اللبناني أمين الريحاني وكان يميز لبنان بعطف خاص ومكانة عميقة، فنشأ عن ذلك خط بياني مستقيم يحكم علاقة الرياض بالدولة اللبنانية. وهكذا لا يمكن أن يكون هناك تخل عن لبنان في الحسابات السعودية. وإنما هناك عتب على مرحلة قريبة حاولت فيها المملكة مساعدة لبنان عبر اتفاقات ترتكز إلى التزامات قانونية. وكان هناك هروب لبناني حاولت السلطة اللبنانية تبريره أكثر من مرة”.

وقال: “في التقدير السعودي أنه كان يزور لبنان إلى العام 2018 أكثر من 500 ألف خليجي. وتراجع العدد بشكل كثيف بعد ذلك. وحاولت المملكة وعبر أربع اتفاقات تم التوصل إليها في اللجنة المشتركة اللبنانية السعودية، دفع الامور اللبنانية إلى الأمام وتحريك القطاع السياحي وتوفير مداخيل للدولة من السياح الخليجيين تقارب 5 مليار دولار سنويا من الإقامة في الفنادق ومن المطاعم ومن شراء الملابس والمجوهرات واستئجار السيارات ومن السياحة الاستشفائية وعمليات التجميل. كما أن الرياض وضعت معايير للاستثمار والاستيراد والتصدير مع لبنان لم يتم الالتزام بها. فالاعتراض السعودي لم يكن فقط على تهريب المخدرات. وإنما على ما يلازمه ويرتبط به من غسيل للأموال واتجار بأعضاء البشر والأطفال. والغريب في الأمر أن هناك شراكة استراتيجية في الأمن الغذائي مع أكثر من 200 دولة ليس لبنان بينها رغم اهتمام المملكة بالقطاع الزراعي وإمكانية ما يوفره سهل البقاع من حاجات غذائية. هذا وكانت المملكة قد طرحت هذا الأمر على لبنان في اللجنة المشتركة في ضوء ضرورة الاستجابة للمعايير السعودية المطلوبة”.

وفي المقاربة السعودية، رأى محفوظ أن “رئيس الحكومة الحالي الدكتور نواف سلام هو الذي يسارع إلى تحريك الإتفاقات وإلى الأخذ بالمعايير. وهذه ناحية ايجابية في التقدير السعودي الذي يلمس تحولا جوهريا ايجابيا من الحكومة ومن الجهات الأمنية وفي المطار أيضا تجاه المسافر السعودي”.

ولفت الى أن “ما يمكن للمراقب السياسي استنتاجه أن المملكة تربط حاليا علاقتها الأساسية بالدولة اللبنانية وليس بجهات من خارجها. وهذا مؤشر على الانفتاح على كل المكونات وعلى التنوع وعلى دعم فكرة بناء الدولة والمواطنة الذي تبناها خطاب القسم لرئيس الجمهورية العماد جوزاف عون”.

اضاف: “وليس من قبيل المصادفة أن يشير السفير السعودي وليد بخاري في حواراته مع نخب فكرية وثقافية أكثر من مرة إلى التجربة الشهابية وإلى بناء المؤسسات استنادا إلى الكفاية والخبرة. فمن يلتقي به يلمس أنه يغرف من ثقافة واسعة وملم بالتاريخ اللبناني وقارئ شغوف للمؤرخ فيليب حتي وملم بتفاصيل كثيرة”.

وختم: “أيا يكن الأمر مقاربة الواقع الاقليمي سعوديا أن الأمن القومي مهدد في أكثر من بلد عربي وغير عربي، ما يفترض مراجعات سياسية وايجاد المخارج. ذلك أن خيار المملكة الأول هو السلام في المنطقة، على ما يردد السفير بخاري، وهو سلام يرتكز إلى حل الدولتين ووقف الحرب على غزة وإلى مبادرة جلالة الملك المؤسس الراحل عبد العزيز بن عبد الرحمن بن فيصل آل سعود”.

المصدر: الوكالة الوطنية للإعلام

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى