محاولات واشنطن لتأخير موت العالم أحادي القطب

عن حلم واشنطن بصفقة كبرى مع موسكو أو بكين، كتب دميتري روديونوف، في “فزغلياد”:
الأسبوع الماضي، ألغى ترامب اجتماعًا مع الرئيس الروسي كان مُخططًا أن يعقد في بودابست. فما جدوى هذا الاجتماع إذا كان معلومًا مُسبقًا أنه لن يُسفر عن نتيجة؟
ما نراه هو التالي: ترامب، بعد أن أعلن حربًا تجارية على الصين على خلفية الصراع بالوكالة المُحتدم مع روسيا، يُدرك أنه يُخفق. بل إنه في الواقع يُعزز التقارب بين موسكو وبكين (وبين موسكو ونيودلهي، كما بين نيودلهي وبكين).
والمشكلة، بالطبع، ليست خطأ ترامب، بل إن التعاون بين روسيا والصين أصبح المشكلة الأولى للولايات المتحدة. والطريقة الوحيدة لإفشاله هي عرض صفقة على أحد الطرفين، تتضمن، إن لم تكن مُنافسة، فعلى الأقل عدم التدخل في الشؤون الأمريكية. لكن مثل هذه الصفقة مُستحيلة، لأن الرهان بالنسبة لروسيا هو أوكرانيا، وبالنسبة للصين هو تايوان. في كلتا الحالتين، لا يُمكن للرئيس الأمريكي (سواءً كان جمهوريًا أو ديمقراطيًا) تقديم تنازلات. لا أرى أي أمل في نجاح فكرة واشنطن عن “صفقة كبرى”،سواء مع موسكو أو بكين. ليس لدى الولايات المتحدة ما تقدّمه لروسيا أو الصين. قد لا يكون العالم متعدد الأقطاب واقعًا بعد، لكن الهدف الذي تسعى موسكو وبكين وغيرهما باستمرار إليه يُخرج الولايات المتحدة عن طورها، وهي في الواقع عاجزة عن فعل أي شيء حياله. لا شك في أننا نتوقع تصاعدًا في توترات علاقات الولايات المتحدة مع كل من روسيا والصين في المستقبل القريب. لم يتبقَّ أمام واشنطن أي خيارات أخرى.




