مجموعة أماكو تطلق مبادرة لدعم التعليم المهني في الشمال

زار رئيس مجموعة “أماكو” علي محمود العبد الله المديرة العامة للتعليم المهني والتقني الدكتورة هنادي بري، في حضور مدير معهد تكريت الفني في عكار زياد الصانع. وجرى خلال اللقاء إطلاق مجموعة “أماكو” لمبادرة تعليمية وتدريبية متكاملة، مخصصة للقطاع المهني والتقني. وتطرق اللقاء إلى التحديات والمستجدات التي يمر فيها قطاع التعليم عموما والتعليم المهني والتقني بشكل خاص، ومدى أهمية القطاعين في صناعة حلول لإخراج لبنان من الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي يخوضها منذ عامين.
ولفت بيان للمجموعة الى أن مبادرتها “تستند إلى ثلاث ركائز: الأولى هي توفير الدعم المادي للتكفل بدفع بدلات تسجيل طلاب معهد تكريت الفني في عكار. والثانية تتجسد في تزويد المعهد بمنهاج تدريبي نظري وتطبيقي في مجال صناعة وتشغيل وصيانة آلات الورق الصحي. أما الركيزة الثالثة فعبارة عن تزويد المعهد بآلة لصناعة الورق الصحي، للتدرب عليها واستخدامها في الصفوف النظرية والتطبيقية”.
وقالت بري خلال اللقاء: “إن إطلاق هذا النوع من المبادرات في هذه الفترة بالتحديد يشكل فعل إيمان بوطننا وبمستقبل أبنائه، وخطوة في الاتجاه الصحيح نحو الخروج معا من أكبر أزمة عرفها لبنان في تاريخه”. وأثنت على مبادرة العبد الله، مشددة على “أهمية تبني القطاع الخاص طريق التضامن والدعم الذي تنتهجه مجموعة أماكو”.
أضافت: “نقدر وجود مرجعيات مثل علي العبد الله ممن يؤمنون بأهمية دعم التعليم في لبنان، وبممارسة التضامن الاجتماعي قولا وفعلا”.
وعبرت عن فخرها بالمبادرة وغيرها من المبادرات “في المجالات الأخرى التي تدل على إيمان بالوطن وبمستقبل أبنائه”.
وقالت: “إن قطاع التعليم المهني والتقني في لبنان يستحق الدعم والاهتمام لأسباب عدة، أولها أن هذا القطاع هو جزء من الحل الاقتصادي الشامل الذي يجب أن نسعى إلى تحقيقه في وطننا”.
وتابعت: “من المعروف أن الاقتصادات الناجحة التي تعتمد على نموذج الإنتاج والتصدير، تسعى دائما إلى تعليم وتطوير رأسمالها البشري وتدريبه، وخصوصا الموارد البشرية في القطاع المهني. ثانيا، المصانع الناجحة تعلم أن الخبرات والكوادر المؤهلة التي تتمتع بالخبرة المهنية هي التي تبني نجاحها، ولهذا فهي تسعى دائما إلى توظيف فرق العمل التي تتمتع بالمؤهلات اللازمة، للحصول على نوعية معدات فائقة تتيح استدامة صادراتها. وليس هناك من داع للتذكير أن التصدير بالنسبة لوطننا اليوم، هو مسألة حيوية، لأنه يوفر استمرارية في تدفق العملات الصعبة. ثالثا، سجلت الأسواق المحلية في الفترة الماضية ارتفاعا كبيرا في الاعتماد على السلع المحلية الصنع، ومن المتوقع أن يرتفع الاعتماد على المنتج الوطني بشكل واضح، ولهذا أمام المصانع اللبنانية فرصة للنمو، لكن هذه الفرصة مشروطة بتأمين جودة المنتجات. وموضوع الجودة يعيدنا إلى أهمية توفير موارد بشرية مؤهلة ومدربة وقادرة على صنع النجاح في هذه المرحلة الدقيقة التي يمر فيها وطننا”.
العبدالله
وقال رئيس مجموعة أماكو، من جهته: “لدينا خبرة طويلة جدا في قطاع صناعات الورق الصحي، ونريد نقل تجربتنا للأجيال الجديدة، لأننا نعتقد أن الصناعة هي باب من أبواب الحرية للشعوب، فمن يصنع ينل استقلاليته الحقيقية عن الآخرين. ولا ننسى أبدا أن دول الغرب حققت أكبر نقلة نوعية على المستوى الاقتصادي عندما خاضت الثورات الصناعية الكبرى ونجحت فيها. التاريخ علمنا أن المحطات الأساسية للثورات الصناعية الثلاثة بين عامي 1765 و1969 شكلت المفترقات الرئيسية التي سلكتها الشعوب لتحقيق حريتها وتفوقها واستدامة رفاهية شعوبها”.
وختم: “حلمنا هو أن ندعم عملية تحويل لبنان إلى مرجع دولي في قطاع صناعة الورق الصحي، ودعم قطاع التعليم المهني هو الخطوة الأولى في هذا المسار الواعد. ونعتقد أنه إذا قمنا في لبنان بدعم هذا القطاع على مدى عشرة سنوات، يمكننا أن نخرج جيلا صناعيا محترفا يساعدنا على تشكيل سوق متطورة في مجال الورق الصحي والصناعات عموما”.