مجلس النواب الصيني يؤكد استراتيجية بكين لعام 2025

أعطى المجلس الوطني لنواب الشعب الصيني الضوء الأخضر لخطط الحكومة الصينية بأغلبية ساحقة؛ حيث أقر نحو 2900 مندوب من البرلمان غير المنتخب، يوم الثلاثاء، في «قاعة الشعب الكبرى» ببكين، تقارير العمل وخطط الميزانية للحزب الشيوعي الحاكم، بالإجماع تقريباً.
ومن المقرر أن تزيد الصين عجز ميزانيتها إلى 4 في المائة من إجمالي الناتج المحلي، لأول مرة منذ عقود، في عام يتسم بالنزاعات التجارية مع الولايات المتحدة.
وتعتزم بكين تخصيص أموال لدعم قطاع العقارات المتعثر، وتزويد البنوك برأس المال، وتشجيع الأفراد على مزيد من الإنفاق. ومن المأمول أن يساعد هذا في تحقيق هدف النمو الاقتصادي الذي فرضته على نفسها بنسبة تقدر بنحو 5 في المائة. وبالإضافة إلى ذلك، من المتوقع أن يرتفع حجم الإنفاق الدفاعي بقدر كبير بنسبة 7.2 في المائة، ليصل إلى نحو 1.78 تريليون يوان (246 مليار دولار).
وصادق مندوبو المجلس الوطني لنواب الشعب بعد ظهر الثلاثاء، وفي حضور الرئيس شي جينبينغ على تقارير العمل السنوية للحكومة الوطنية والمحكمة العليا والمدعي العام، كما صادقوا على قرارات بشأن الميزانيات المركزية والمحلية والخطة السنوية للتنمية الاقتصادية والاجتماعية.
وكان الموضوع المتكرر طوال فترة انعقاد الدورة السنوية التي استمرت أسبوعاً للمجلس الوطني لنواب الشعب الصيني، هو الحاجة إلى تعزيز الاستثمار والإنفاق الاستهلاكي. وصوَّت البرلمان بأغلبية ساحقة على الموافقة على تقرير عمل الحكومة.
ويتزامن ذلك مع تصاعد أجواء حرب التجارة. وفي الأسواق العالمية، هبطت أسعار فول الصويا في شيكاغو للجلسة الثالثة على التوالي يوم الثلاثاء، مع هبوط الأسعار لأدنى مستوياتها في أسبوع تقريباً، وسط إمدادات برازيلية وفيرة، ومخاوف بشأن الطلب في الصين؛ أكبر مستورد. كما هبطت أسعار القمح والذرة تحت وطأة انخفاض واسع النطاق في أسواق الأسهم.
وقال أحد تجار الحبوب في سنغافورة: «في السوق الفعلية هناك وفرة من فول الصويا في أميركا الجنوبية، وهو ما سيعطي منافسة للفول الأميركي. وعلاوة على ذلك قد نشهد تباطؤاً في الطلب الصيني».
وخسرت عقود فول الصويا الأكثر نشاطاً في بورصة شيكاغو للتجارة 0.2 في المائة، بدءاً من الساعة 03:08 بتوقيت غرينيتش. وكانت قد هبطت إلى أدنى مستوياتها منذ الخامس من مارس (آذار) في وقت سابق من الجلسة. وانخفضت أسعار القمح 0.8 في المائة، وتراجعت أسعار الذرة 0.2 في المائة.
وكان مؤشر أسعار المستهلك في الصين في فبراير (شباط) أقل من التوقعات، وانخفض بأسرع وتيرة في 13 شهراً، في حين استمر انكماش أسعار المنتجين. وقد أدى هذا إلى تفاقم المخاوف بشأن الطلب على فول الصويا في الصين، أكبر مستورد في العالم.
وينتظر المشاركون في السوق تقرير العرض والطلب الشهري لوزارة الزراعة الأميركية المقرر صدوره في وقت لاحق. وقال مسؤول في الوكالة يوم الخميس، إن التقرير سينظر في سياسات التجارة المعمول بها عندما تصدر التوقعات للحبوب وفول الصويا.
وواصلت أسعار تصدير القمح الروسي الانخفاض للأسبوع الثاني على التوالي؛ لكنها لم تستعد بعد قدرتها التنافسية في مواجهة الحبوب الأوروبية. كما كان التجار يراقبون عن كثب المخاوف بشأن الجفاف في أحزمة المحاصيل الأميركية والروسية؛ وخصوصاً في أجزاء من السهول الجنوبية للولايات المتحدة؛ حيث تنمو محاصيل القمح الأحمر الصلب وستحتاج إلى الرطوبة.
ومع ذلك، من المرجح أن تنتج الهند رقماً قياسياً يبلغ 115.4 مليون طن متري من القمح في عام 2025، حسبما قالت وزارة الزراعة يوم الاثنين؛ حيث دفعت الأسعار المضمونة التي حددتها الدولة المزارعين إلى توسيع المنطقة المزروعة بأصناف بذور عالية الغلة.
وقال التجار إن صناديق السلع الأساسية كانت مشترية صافية لعقود آجلة للذرة والقمح في بورصة شيكاغو يوم الاثنين، وبائعة صافية لعقود آجلة لفول الصويا وعجين الصويا وزيت الصويا.