مجلس المفتين يحذر من الفراغ الذي يتمدد إلى مؤسسات الدولة..
عقد مجلس المفتين في لبنان اجتماعه الدوري برئاسة مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان، وبحث في عدد من القضايا الإسلامية الوطنية. وأصدر بيانا تلاه عضو المجلس المفتي الشيخ بكر الرفاعي، وقال: تداول أصحاب السماحة في أبعاد العدوان الإسرائيلي الذي يهدّد لبنان أيضاً، في ضوء ما يتمتع به الكيان الصهيوني من دعم عسكري وسياسيّ وماليّ، ومن تغطية إعلامية من الغرب، وبقية دول حلف شمال الأطلسيّ، وهي دول تدّعي الدفاع عن حقوق الإنسان وكرامته، إلا أنها عندما يتعلّق الأمر بالإنسان الفلسطيني تتبنّى موقف المحتلّ والمعتدي العدو الإسرائيلي المجرم، وتتنافس على تغطية الجرائم التي يرتبكها والتي تصل إلى مستوى الشراكة في جرائم الإبادة والحرب ضد الإنسانية .
وتوقف أصحاب السماحة أمام استهداف المستشفيات في غزة التي يعمل العدوان الإسرائيلي على تدميرها بمن فيها من مرضى وأطباء ولاجئين، تماماَ كما استهدف المساجد والكنائس والمجمَّعات السكنية العامة، والمدارس الخاصة بالأمم المتحدة، التي لجأت العائلات الفلسطينية إليها للاحتماء برمزيتها .
ورأى المجلس أن المجازر الارهابية المروعة التي يرتكبها المحتل العدو الصهيوني كل يوم في غزة وبالأمس في مخيم جباليا تدل على همجية العدوان وغطرسته، وهذا يستدعي موقفا عربيا وإسلاميا لمواجهة هذا العدوان وهذا الاحتلال الغاشم لأرض فلسطين.
وبدلاً من إدانة هذه الاعتداءات، تنهمر المساعدات العسكرية والمالية على الكيان الصهيوني ويتولى الإعلام الغربي التغطية على جرائمه الوحشية، والدفاعَ عنها وتبريرها .
ودعا المجلس إلى التكامل مع خطة الطوارئ الحكومية بالاستعداد المُبكِّرِ لمواجهة تداعيات أيِّ عدوان إسرائيليّ على لبنان، أو على أيِّ منطقة منه، ووجَّه المجلس هيئة الإغاثة والمساعدات الإنسانية في دار الفتوى وصندوق الزكاة في فروعه بالمناطق اللبنانية كافة ومؤسسات الدكتور محمد خالد الاجتماعية والمركز الصحي العام في دار الفتوى ورؤساء دوائر الأوقاف الإسلامية إلى اتخاذ التدابير الطبيّة والغذائية والاجتماعية، إلى جانب التدابير الوقائية لمواجهة آثار العدوان وتداعياته والتنسيق مع مؤسسات الدولة في كل ما هو طارئ، وتوفير ما يمكن توفيره من أدوية، وموادّ إسعافيه، وتموينيّة، ووقود، لضبط الوضع والتخفيف عن الأهالي، لأنَّ العدو الإسرائيليّ أثبت أنه لا يحترم حقّ الإنسان في الحياة، ولا يحسب للمواثيق والمعاهدات الدولية أي حساب. وما تتعرّض له غزة من حصار تجويعيّ، ومن منع وصول المساعدات الإنسانية من دواء وغذاء ومياه، دليل على ذلك.
وتناول المجلس بعد ذلك شؤوناً وطنية داخلية، فأعرب عن استغرابه واستهجانه لتعذّر انتخاب رئيس جديد للجمهورية، رغم مرور عام كامل على فراغ منصب الرئاسة، علماً أنَّ رئيس الجمهورية هو رمز الوحدة الوطنية والمؤتمن على الدستور.
وأبدى المجلس قلقه من الانعكاسات السلبية سياسياً واقتصادياً واجتماعياً للفراغ الرئاسيّ، لما له من آثار سلبية على عمل المؤسسات الدستورية الأخرى، وبالتالي على صدقية الدولة اللبنانية والسلم الأهلي .
وحذر من امتداد الفراغ الى المراكز الهامة في الدولة اللبنانية وانعكاساتها السلبية على الأمن والاستقرار الاجتماعي والاقتصادي وكل مقومات الدولة التي نحرص عليها فهي ملاذ اللبنانيين في دورهم ورسالتهم الحضارية في هذا الشرق”.