أبرزرأي

مجلس التعاون وشروط عودة سوريا

تيريز القسيس صعب.

خاص رأي سياسي…

تتسارع وتيرة الحركة الديبلوماسية في المنطقة على الجبهات كافة، وتتزايد الآمال بقرب التوصل إلى حل وتسويات شاملة لكل الازمات والصراعات القائمة.

وسط هذا التفاؤل المشوب بالحذر، تترقب كل المراجع الدولية والاقليمية ما سوف يتم الاتفاق عليه اليوم في اجتماع دول مجلس التعاون الخليجي المقرر عقده في جده، وهل سيبحث فقط في اعادة سوريا إلى حضن الجامعة العربية، ومشاركتها في أعمال القمة المرتقبة، ام ايضا في التوجه السياسي العام والمقاربة العربية تجاه سوريا.

فمن الثابت ان هناك تباينات عربية واضحة من هذه المسالة. فبعض الدول العربية لا تعبر عن موقفها الواضح والثابت من هذه القضية، في حين ان دولا أخرى ترى ضرورة ملحة لاعادة سوريا إلى الجامعة العربية حفاظا على وحدة الصف العربي، ودولا لا تمانع العودة انما تشترط على سوريا خطوات مقابلة، واخيرا وليس آخرا، هناك دول تعارض كليا الفكرة قبل ان تتوضح معالم المرحلة الجديدة التي ترسم لمنطقة الشرق الاوسط.

ازاء هذا الواقع، يتبين ان دعوة سوريا الى المشاركة في القمة ما زالت “متعثرة لكنها ليست مستحيلة”…

فتوقيت العودة ما زال غير واضح اذا كانت ستشارك الآن في القمة ام في القمة التي ستليها، مع العلم ان سوريا تبدي مرونة وتجاوبا في اعادة ترتيب البيت الداخلي، وفي اعادة تنشيط حركتها الديبلوماسية تجاه بعض الدول العربية، وهي تحاول استرجاع دورها وانفتاحها عبر شبك وتمتين علاقاتها الخارجية.

فيصلان متفقان

الا ان المتابعين لمسار التطورات والحركة الديبلوماسية التي تقودها السعودية بعد اعادة العلاقات مع ايران، ابدت تخوفا وحذرا شديدين من اخفاق المساعي التي لا تبدو انها ستكون سهلة على الجانب السوري لتطبيقها وتنفيذها والتعهد بها قبل القمة العربية المرتقبة في ١٩ من الشهر المقبل في السعودية.

وطرحت زيارة وزير الخارجية السوري فيصل المقداد الى السعودية منذ يومين، تساؤلات  وتكهنات حول اهدافها، والدوافع من وراءها خصوصا وانها جاءت بناء لدعوة غير رسمية وجهها الوزير السعودي فيصل بن فرحان، وعشية انعقاد اجتماع مجلس التعاون الخليجي.

وكشف مصدر ديبلوماسي مطلع في القاهرة ان من بين الشروط العربية لاعادة سوريا الى الجامعة قبولها عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم بحماية دول عربية من دون معاقبتهم ولا ملاحقتهم والعيش في وطنهم بأمان… اضافة الى مكافحة تهريب والاتجار بالمخدرات إلى الدول الخليجية، وانسحاب كل الميليشيات العسكرية من سوريا، والمضي بوضع تسوية سياسية شاملة تشارك فيها كل القوى السياسية في سوريا.

اضف إلى ذلك، ان عودة سوريا تواجه ايضا عقبات وشروطا عدة غير عربية المصدر، وهي تتمثل بكيفية إقناع الجهات الدولية لاسيما الولايات المتحدة الاميركية والدول الاوروبية برفع العقوبات عن النظام السوري، خصوصا وان التطبيع العربي مع سوريا من دون حل سياسي شامل للازمة يتعارض مع القيم الوطنية لحقوق الانسان…

لذلك فان الوزير السعودي ينتظر تبلور الصورة العربية اكثر فاكثر خلال الساعات والايام المقبلة كي ينطلق في مهمته الديبلوماسية وجولاته على الدول العربية لتوجيه دعوات حضور القمة، وبالتالي فإنه لن يتوجه إلى دمشق قبل ان ياخذ ضوءا أخضر من الدول الممانعة لذلك.

ازاء كل ما تقدم، يستخلص ان النوايا والتوجه لاعادة سوريا إلى الحضن العربي يفترض توافقا واجماعا عربيا ما زال غير متوفر حتى الان.

فالمملكة العربية السعودية ستواصل مساعيها، ولن تتوقف عن بذل جهود جبارة لانجاح رؤيتها، ووضع خريطة طريق عربية جديدة للم الشمل وتقوية الوحدة بين الدول العربية.

 لكن السؤال المطروح هل عامل الوقت سيبلغ عامل الديبلوماسية السعودية ويحشرها قبل ١٩ أيار المقبل…فلنرى وننتظر المفاجات، عللها توصلنا الى خط الأمان.

أخبار مرتبطة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى